حكاية شجرة التنوب امثولة رمزية عن الحياة, وهي حكاية مأساوية, ليس لان شجرة التنوب تموت, بل لانها لم تعش الحياة بحق قط,كانت مشغولة دائماً بأفكار عن المستقبل او عن الماضي حتى غفلت عن حاضرها فلم تعشه مطلقاً.
تمس هذه الحكاية شيئاً لا غنى عنه للحياة السعيدة, وهو الوعي باللحظة الانية وتقدريها.
ومن العوامل المشجعة على تهدئة قلقنا بشأن ما يمكن ان يحدث والاستمتاع بما هو كائن: ان نزيح مخططاتنا جانباً لبعض الوقت وأن نستمتع باللحظة التي نعيشها وان ننصت لنصائح الاجداد, ونتفكر فيما بين ايدينا من نعم.
والاستمتاع باللحظة الانية أمر بسيط, لا يتطلب وقتاً أطول أو جهداً اكبر او استجماع شجاعة, بل كل ما يحتاجه هو الوعي و التقدير, الا ان اغلبنا لا يفعل ذلك. والاسئلة الحاضرة هنا هي: ما الذي يمنعنا من أن نعيش حاضرنا فوراً؟ وكيف نعيش حياتنا على نحو أكثر تناسقاً؟
وبينما تقرأ الملخص التالي, أو الحكاية الكاملة ان شئت أدعوك للتفكير في الاسئلة الاتية: هل انت اقرب للانشغال بالتفكير في اشياء تفصلك عن حاضرك؟ هل تؤجل حياتك, بدعوى ان الحياة لا تستحق ان تعاش الا بعد ان تقلل وزنك أو تشتري سيارة جديدة أو توفي ما عليك من التزامات في موعدها؟ هل تنجح الى التفكير في الايام الخوالي السعيدة؟
ملخص الحكاية
كان في الغابة شجرة تنوب صغيرة جميلة, ولم تكن الشجرة تريد سوى شيء واحد, ان تكبر وترحل من الغابة, لم تكن قدر قيمة الشمس ولا الهواء المنعش المتجدد, وعندما سمعت عن الصواري في السفن التي تجوب البحر, قالت في نفسها: "اتمنى لو كنت كبيرة حتى ابحر عبر المحيط", بعد ذلك سمعت عن بهاء اشجار عيد الميلاد, ولك تكن هذه الشجرة الساخطة تطيق الانتظار حتى حلول عيد الميلاد.
وبعد زمن, جاء من قطع الشجرة ونفذت البلطة الى قبلها, وشعرت الشجرة بحزن شديد على موطنها الذي ستنتزع منه. لكن ما لبثت ان عاودها الشعور بالسعادة والاثارة عندما وجدت نفسها في غرفة جميلة يزينها الخدم بالشموع والحلوى ويقولون: "ستتألق هذه الشجرة الليلة", وقالت في نفسها : "كم اتمنى ان يأتي الليل الان! فماذا سيحدث ساعتها؟".
وأخيراً, أوقدت الشموع وصارت الشجرة في كامل بهائها, ولكنها كانت تخشى ان تتحرك ادنى حركة, شبك الحاضرين ايديهم ورقصوا حول الشجرة التي ظلت تتساءل: "ماذا يفعلون؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟" وفي النهاية, الذي سقط من فوق الدرج ومع ذلك فاز بيد "الاميرة". اعجبت القصة الشجرة وأخذت تفكر في الغد, وكيف انها ستتألق مرة اخرى.
ولكن في الصباح التالي وضعت الشجرة في المخزن العلوي, وتركت مع افكارها, وبعد مدة طويلة مرت بعض الفئران الفضولية, فحكت لهم الشجرة عن نشأتها في الغابة, فانطلقت الفئران تقول في اعجاب: "لابد انك رأيت الكثير, وانك كنت في غاية السعادة". ادركت الشجرة حينئذ ان الزمن الذي عاشته في الغابة كان جد سعيد.
ثم حكت لهم عن ليلة عيد الميلاد. والقصة التي سمعتها عن كلونبي دومبي. قالت الفئران الصغيرة: "لقد رأيت سعادة كبيرة. وظنت الشجرة ان الايام السعيدة ستعود, وانها ستفوز بحياة سعيدة كما فاز كلومبي دومبي بيد الاميرة".
وفي احدى الليالي ظهر جرذان ارادا ان يسمعا عن اللحم والدهن, تذ ضجرا من حكايات الشجرة. وما لبثت الفئران ايضاً ان ملت حكاياتها وابتعدت عنها. افتقدت الشجرة الفئران الصغيرة وقالت: "كان التفاف تلك الفئران حولي واستماعهم لكلامي امراً ممتعاً حقاً". وعزمت الشجرة على ان تستمتع بكل شيء حينما يتاح لها الخروج مرة اخرى.
وأخيراً جاء من حمل الشجرة خارج المخزن واحست بالهواء المنعش والشمس, وقال بصوت عال فرح: "الان سأعيش حق الحياة".
ونشرت فروعها, فلم تر الا الذبول والجفاف. خجلت الشجرة من بشاعتها وقالت: "ليتني استمتعت بحياتي عندما كان ذلك متاحاً".
وفي النهاية قطعت الشجرة قطعاً صغيرة وألقيت في النار تحت الغلاية الكبيرة, وكانت مع اشتعال كل حطبة فيها تئن: "انتهى كل شيء, كل شيء".