قمت و فتحت الباب الحديد و منه خرجت ، ركبت سيارتي و سيرتها . في الشارع سارت الأشياء معنا : بيوت و أشجار ، مستنقعات و حفر ، و قليل من الناس : يسيرون ثم يبتعدون إلى الخلف ، وصلت إلى نهاية الشارع ، انعطفت و استلمت شارعا آخر ( تذكرت مغادرتي للمكان دون توديعه : مبنى راسخ في الأرض ، يرتفع طابقين و بنوافذ حديد ، و لون أبيض ، و ضجيج متواصل ...... لم ألتفت لأراه آخر مرّة ... ) وصلت نهاية الشارع فأحسست بعيني المكان تحدقان بي من الخلف !
ـ إنه يتبعني !!
ـ لا .. بل يتعقبني !!
مددت يدي ، و أمسكت به ، بسرعة ضغطت بقوة فتحطمت الجدران ، و النوافذ الحديد ، و الأبواب الحديدية الكبيرة ... فتحت يدي :
ـ ماذا أفعل بهذا الركام ؟!
توجهت إلى برميل البلدية الكبير .. كان مكتوباً عليه : ممنوع رمي الأنقاض هنا ! ؛ كومتها بجانبه و سيّرت سيارتي ، و أنا شبه مبتسم .. لكنني لمحت ـ في المرآة العاكسة ـ ركام المبنى و هو يتململ ثم ينهض منتصبا ـ بجانب برميل البلدية ـ بطابقين و نوافذ حديد ، و بوابات حديدية كبيرة ، بينما مدّ لونه الأبيض يده رابتاً فوق يدي ، حيث جلس مع الضجيج المتواصل على المقعد الأمامي ، بجانبي !