بتـــــاريخ : 11/2/2008 4:49:32 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1156 0


    الموسوعة الطبية من القرآن والسنه 3

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : همسة دفئ | المصدر : forums.m7taj.com

    كلمات مفتاحية  :
    الفاكهة أولاً



    جاء في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة الواقعة مقدماً الفاكهة على اللحم :

    ( و فاكهة مما يتخيرون . و لم طيرٍ مما يشتهون ) 20 ـ 21 و جاء أيضاً في سورة الطور ( و أمدناهم بفاكهة و لحمٍ مم يشتهون ) 22 و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة .

    إن تناول الفاكهة قبل الوجبة الغذائية له فوائد صحية جيدة ، لأن الفاكهة تحوي سكاكر بسيطة سهلة الهضم و سريعة الإمتصاص ، فالأمعاء تمتص هذه السكاكر بمدة قصيرة تقدر بالدقائق فيرتوي الجسم نو تزول أعراض الجوع و نقص السكر ، في حين أن الذي يملأ معدته مباشرة بالطعام المتنوع يحاج إلى ما يقارب ثلاثة ساعات حتى تمتص امعاؤه ما يكون في غذائه من سكر ،و و تبقى عنده أعراض الجوع لفترة أطول . إن السكاكر البسيطة بالإضافة إلى أنها سهلة الهضم و الإمتصاص فإنها مصدر الطاقة الأساسي لخلايا الجسد المختلفة . و من هذه الخلايا التي تستفيد إستفادة سريعة من السكاكر البسيطة هي خلايا جدر الأمعاء و الزغابات المعوية حيث تنشط بسرعة عندما تصلها السكاكر الموجودة بالفاكهة و تستعد للقيام بوظيفتها على أتم وجه في امتصاص مختلف أنواع الطعام و التي يأكلها الشخص بعد الفاكهة . و ربما كانت هذه هي الحكمة من تقديم الفاكهة على اللحم في الآيات القرآنية الكريمة و في الحديث الشريف .






    المرجع :

    مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق

     

    الحروق و حس الألم

    قال تعال : ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ) النساء : 56 .

    توحي الآية الكريمة إلى أن السبب في تبديل الله جلود الكافرين المحترقة بغيرها ، هو أن يذوقوا أشد العذاب طيلة وجودهم في النار فما هو السر في ذلك .

    يبين لنا التشريح المجهري للجلد أنه عضو غني بالألياف العصبية التي تقوم باستقبال و نقل جميع أنواع الحس من المحيط الخارجي ، و ذلك إما عن طريق النهايات العصبية الحرة ، أو المعمدة و توجد هذه النهايات في جميع طبقات الجلد : البشرة و الأدمة و النسيج تحت الأدمة ، و هي تنقل حس الألم و الحرارة و الضغط و البرودة و حس اللمس ، و هناك نهايات عصبية ذات وظيفة إفرازية و منظمة تعصب غدد الجلد و الجريبة الشعرية و الأوعية الدموية .

    أما أكثر تعصيباً بمستقبلات حس الضغط و الوضعية من الجلد و لكنها أقل تعصيباً بمستقبلات الألم و الحرارة و اللمس بشكل كبير ، لذلك عندما يحقن الشخص بإبرة فإنه يشعر بذروة الألم عندما تجتاز الإبرة الجلد و متى تجاوزت للأنسجة الأخرى يخف الألم .

    و الجلد عندما يتعرض للحرق يؤدي ذلك للأحساس بألم شديد جداً لأن النار تنبه مستقبلات الألم و التي هي النهايات العصبية الحرة ، كما ينبه إضافة لذلك مستقبلات الحرارة و التي هي جسيمات توجد في الأدمة و تحت الأدمة و تسمى جسيمات رافيني Raffini ، و تكون آلام الحرق على أشدها عندما يبلغ الحرق النسيج تحت الأدمة و يسمى بالحرق من الدرجة الثالثة و إذا امتد الحرق للأنسجة تحت الجلد يصبح الألم أخف لأن هذه الأنسجة أقل حساسية للألم كما ذكرنا .

    و هكذا أشارت الآية القرآنية إلى أكثر أعضاء الجسم غنى بمستقبلات الألم هو الجلد كما أن الحروق هي أشد المنبهات الأليمة .

    قال تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ).

    و قال تعالى : (كمن هو خالد في النار وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم) سورة محمد (15) (فقطع أمعاءهم)، فهنا قال: قطعَّ، ولم يقل بدل، لأن الأمعاء خالية من الأعصاب الحسية فإذا أدخلنا ناظور داخل الجهاز الهضمي لا يشعر الإنسان بأي ألم، فقط ألم البلعوم أثناء دخول الناظور، أما ألم الأمعاء نأخذ وخذة وندفع أمور.. أدوية كماء ثلج مثلاً، ونأخذ خُزع ولا يشعر المريض بأي ألم بالأمعاء، متى يشعر المريض بالألم؟ عندما تصبح عنده ثقاب في.. في الأمعاء كقرحة منثقبة، لذلك قال: (فقطع) يجب أن ننتبه إلى هذا التعبير الدقيق البليغ، في الجلد قال: (بدلناهم) وفي الأمعاء قال: (فقطع) لأن الأمعاء خالية من الإحساس والأعصاب موجودة في الغشاء البريتوني، فعندما يحدث انثقاب في الأمعاء يحصل الألم الشديد ولذلك المريض الذي يُصاب بانثقاب في الجهاز الهضمي يُصاب بألم شديد وتصبح بطنه في حالة تُسمى Board Like Rigidity مثل اللوح، وهي حالة جراحية طارئة يجب أن تجرى له عملية فورية، لأن محتويات الأمعاء خرجت إلى البريتون، والبريتون فيه نهاية الأعصاب أيضاً موجودة، الإحساس فيشعر بألم شديد فتتوتر بطنه.

    وهناك إشارة أخرى لها علاقة بالموضوع: أن الإنسان أحياناً نعلم عندما يتعرض لمنظر مزعج، أو ألم يفقد الوعي كوسيلة للدفاع عن النفس، فالباري –عز وجل- ماذا قال بخصوص الكافرين حتى يقيم لهم العذاب (لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها من شيء) (إن الذين كفروا لهم نار جهنم لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها من شيء) فيبقوا في حالة لا هم بالأحياء و لا هم بالأموات .


    المرجع :

    مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق

     

    و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا



    إنها القاعدة الصحية العريضة التي قررها الله عز وجل حين قال في كتابه العزيز ( خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) [ الأعراف : 31 ] و سنبين بعض أبعاد هذه القاعدة الكبيرة .

    ـ الغذاء في اعتبار القرآن: الغذاء في اعتبار القرآن وسيلة لا غاية، فهو وسيلة ضرورية لابد منها لحياة الإنسان، دعا إليها القرآن (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ) [ البقرة: 168] و جعل الله في غريزة الإنسان ميلاً للطعام، وقضت حكمته أن يرافق هذا الميل لذة لتمتع الإنسان بطعامه و لتنبيه العصارات الهاضمة و أفعال الهضم، فليست اللذة و التمتع في الطعام و الشرب إنما بالإنسان إلى مستوى الحيوان، و هذا من صفات الكافرين الجاحدين، قال تعالى : ( و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم ) [ محمد : 12] .

    و من الوجهة الغريزية فإنه " الأصل في الأغذية أنها لبناء الجسم و إعاضة ما يندثر من أنسجته و لتقديم القدرة الكافية التي تستنفذ في الحفاظ على حرارته و في قيام أجهزته بأعماله ".

    ـ الاعتدال في الطعام و الشرب: الاعتدال في أي أمر هو أسمى درجاته، و الاعتدال في أمر الطعام و الشرب هو المقصد الذي ذهبت الآية الكريمة( و كلوا وشربوا و لا تسرفوا ) ففي هذه الآية دعوة للإنسان إلى الطعام و الشرب، ثم يأتي التحذير مباشرة عن الإفراط في ذلك.

    و لقد كان الاعتدال واقعاً في حياة الرسول صلى عليه و سلم و حياة صحابته ، فلم تقتصر توجيهات على عدم الإفراط في الطعام بل حذر أيضاً من التقتير فيه، و منع أقواماً عن الصوم أياماً متتاليات دون إفطار.

    ".د اتفق على مبدأ الاعتدال في الطعام و الشراب كل من مر على الأرض من الأنبياء و حكماء و أطباء، فهذا لقمان الحكيم يوصي ولده بقوله: " و إذا كنت في الطعام فاحفظ معدتك "، و عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحذر من البطنة فيقول: " إياكم و البطنة في الطعام، فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم..." . على أن الدقة في بيان الاعتدال في الطعام و الشرب تظهر جلية في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بدَّ فاعلاً ، فثلث لطعامه ، و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه ".

    الإسراف : قبل أن نتكلم عن الإسراف نذكر بأن احتياجات الإنسان الطبيعي من العناصر الغذائية الأساسية ( السكاكر ، و الدسم ، و البروتينات ) و من الفيتامينات و العناصر المعدنية تختلف حسب سنه و جنسه و عمله و حالته الغريزية ، فالرجل الكهل مثلاً يحتاج ل( 20 ـ 26 ) غ من البروتينات ، 100 غ من السكر كحد أدنى و لكمية من الدسم بحيث تؤمن 20% من طاقته اليومية ، و لكميات محدودة من الفيتامينات و المعادن ، لا مجال لذكرها هنا . و الإسراف إما أن يكون بالتهام كمية كبيرة من الطعام فوق حاجة الإنسان : أو بازدراد الطعام دون مضغة جيداً و يسمى ذلك بالشره ، و سبب الشره نفسي غالباً ، و يكون إما كظاهرة للحرمان أو التدليل ، أو يسبب الملل كما هو عند بعض الأطفال ، أو يسبب التعليق باللذة أو يسبب التقليد ، و قد يكون سبب الشره غريزي كما في الحمل أو مرضي .

    ـ مضار الشره :

    آ ـ على جهاز الهضم : التخمة ، و عسر الهضم ، و توسع المعدة ، و هي حالات تسبب للشخص شعوراً مزعجاً في الشر سوف إثر كل وجبة طعام .

    ب ـ إن ازداد وجبة كبيرة من الطعام قد تؤدي إلى :

    1 ـ هجمة خناق صدر و خاصة إذا كانت الوجبة دسمة ، و هي حالة من اللم الشديد و الحاقة خلف القص يمتد للكتف و الذراع الأيسر و الفك السفلي بسبب نقص التروية القلبية ، تظهر هذه الحالة عادةً عند المصابين بأمراض الأوعية القلبية إثر الجهد ، فالوجبة الغذائية الكبيرة تشكل على القلب عبئا يماثل العبء الناتج عن الجهد العنيف .

    2 ـ ازدراد كمية كبيرة من الطعام تعرض الإنسان للإصابة ببعض الجراثيم ، كضمات الكوليرا و عصيات الحمى التيفية ، و الأطوار الاغتذائية للاميبا و ذلك لعدم تعرض كامل الطعام لحموضة المعدة و للهضم المبدئي في المعدة حيث ان حموضة المعدة هي المسؤولة عادة عن القضاء على مثل هذه الجراثيم .

    3 ـ توسع المعدة الحاد ، و هي حالة خطيرة قد تؤدي للوفاة إذا لم تعالج .

    4 ـ إنفتال المعدة ، و هي إصابة خطيرة و نادرة تحدث بسبب حركة حويّة معاكسة للأمعاء بعد امتلاء المعدة الزائد بالطعام .

    5 ـ المعدة الممتلئة بالطعام أكثر عرضةً للتمزق إذا تعرضت لرض خارجي من المعدة الفارغة ، و قد يتعرض المرء للموت بالنهي القلبي إذا تعرض لضرب على الشرسوف " فوق المعدة ".

    ج ـ الشره ضار بالنفس و الفكر : فكثرة الأكل تؤدي إلى همود في النفس ، و بلادة في التفكير ، و ميلٍ إلى النوم ، قال لقمان الحكيم " يا بني ، إذا امتلأت المعدة ، نامت الفكرة ، و خرست الحكمة ، و قعدت الأعضاء عن العبادة " كما أن الشره يزيد الشهوة الجنسية ، و كنا نرى عموماً أن الشره يغير من نفسية الإنسان فيجعلها أقرب إلى نفسية الحيوان رغماً عنه .

    مضار الإسراف بنوع من الأطعمة :

    1 ـ السُمنة : و هو المرض الخطير الذي نجده غالباً في أبناء الطبقات الغنية و عند أصحاب الوظائف الكسولة ، و يحصل نتيجة الإكثار من الطعام ، و خاصة السكاكر و الدهون و بشكل خاص عند الأفراد الذين لديهم استعداد إرثي .

    و السمنة في الواقع مرضٌ بشع يحد من إمكانات الفرد و نشاطاته بشكل كبير ، كما يؤهب أو يشارك بعض الأمراض الخطيرة ، كإحتشاء العضلة القلبية ، وخناق الصدر ، و الداء السكري ، و فرط توتر الدم و تصلب الشرايين ، و كل هذه الأمراض هي اليوم شديدة الشيوع في المجتمعات التي مالت إلى رفاهية الطعام و الشرب . 2 ـ نخر الأسنان : و هو أيضاً من الأمراض الشائعة بسبب الإكثار من تناول السكاكر الاصطناعية خاصة التي تسمح بتخميرها للعصيات اللبنية بالنمو في جوف الفم .

    3 ـ الحصيات الكلوية : و هي أكثر حدوثاً عن الذين يعتمدون بشكل رئيسي على تناول اللحوم و الحليب و الجبن .

    4 ـ تصلب الشرايين : و هو داء خطير يشاهد بشكل ملحوظ عند الذين يتناولون كميات كبيرة من الدسم ، حيث يصابون بفرط تدسم الدم .

    5 ـ النقرس " داء الملوك ": و هو ألم مفصلي يأتي بشكل هجمات عنيفة و خاصة في مفاصل القدم و الإبهام . و يشاهد أكثر عند اللذين يتناولون كمياتٍ كبيرة من اللحوم .

    و يجب أن لا ننسى أن نسبةً كبيرة من شعوب البلاد المتخلفة لا يحصلون على راتبهم الغذائي و أنهم مصابون بواحد أو أكثر من أمراض سوء التغذية ، و خاصة الأطفال ، إذ تشير التقديرات العالمية أن سوء التغذية يشكل السبب الأول غير المباشر للوفيات عند الأطفال .

    و سنرى فيما يأتي من البحث أن القرآن الكريم عندما أشار إلى الطيب من الطعام ، و حرم الخبيث منه , قد سهل على الإنسان الحصول على ما يلزمه من حاجات الغذاء دون نقص ، كما جعله في حماية من أمراض الخبائث و ما ينتج عنها من ويلات تعاني منها البشر اليوم أشد العذاب ، و هي تقف على أعلى مستوى من العلم و التقدم التكنولوجي .




    المصدر :

    مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب و الدكتور احمد قرقوز

     

    القرآن و الرضاعة


    قال تعالى في سورة البقرة : ( و الولدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة ) البقرة : 233 .

    و قال في سورة الأحقاف : ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرها ووضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهراً ) الأحقاف 15 .

    و قال موجهاً للأسترضاع في سورة الطلاق : ( و إن تعاسرتم فستُرضع له أخرى ) الطلاق : 6.

    و جاء في حدث الرسول صلى الله عليه و سلم ، أنه قال : " أرضعيه و لو بماء عينيك " و ذلك عندما طلب من أسماء بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ أن ترضع وليدها عبد الله بن الزبير ...

    و نلمس مما تقدم تأكيداً على الإرضاع من ثدي المرأة ، قبل اللجوء لأية وسيلة كالإرضاع الصناعي "حليب البقر و غيره " .. فلماذا ، المقارنة الآتية تنحنا الجواب الشافي .

    مقارنة بين الرضاع الطبيعي و الإرضاع الصناعي :

    1 ـ تركيب الحليب :

    يتطور تركيب حليب الأم من يوم لآخر بما يلائم حاجة الرضيع الغذائية ، و تحمل جسمه ، و بما يلائم غريزته و أجهزته التي تتطور يوماً بعد يوم ن وذلك عكس الحليب الصناعي الثابت التركيب : فمثلاً يفرز الثديان في الأيام الأولى اللبن Colostrm الذي يحوي أضعاف ما يحوي اللبن من البروتين و العناصر المعدنية ، لكنه فقير بالدسم و السكر ، كما يحوي أضدادا لرفع مناعة الوليد ، و له فعل ملين ، هو الغذاء المثالي للوليد .

    كما يخف إدرار اللبن من ثدي الأم ، أو يخف تركيزه بين فترة و أخرى بشكل غريزي و ذلك لإزاحة الجهاز الهضمي عند الوليد ، ثم يعود بعدها بما يلائم حاجة الطفل .

    2 ـ الهضم :

    لبن الأم أسهل هضماً لاحتوائه على خمائر هاضمة تساعد خمائر المعدة عند الطفل على الهضم ، و تستطيع المعدة إفراغ محتواها منه بعد ساعة و نصف ، و تبقى حموضة المعدة طبيعية و مناسبة للقضاء على الجراثيم التي تصلها . بينما يتأخر هضم خثرات الجبن في حليب البقر ، لثلاثة أو أربع ساعات ، كما تعدل الأملاح الكثيرة الموجودة في حليب البقر حموضة المعدة ،و تنقصها مما يسمح للجراثيم و خاصة الكولونية بالتكاثر مما يؤدي للإسهال و الإقياء .

    3 ـ الطهارة :

    حليب الأم معقم ، بينما يندر أن يخلو الحليب في الرضا ع الصناعي من التلوث الجرثومي ، و ذلك يحدث إما عند عملية الحلب ، أو باستخدام الآنية المختلفة أو بتلوث زجاجة الإرضاع .

    4 ـ درجة حرارة لبن الأم ثابتة و ملائمة لحرارة الطفل ، و لا يتوفر ذلك دائماً في الإرضاع الصناعي .

    5 ـ الإرضاع الطبيعي أقل كلفة ، بل لا يكلف أي شيء من الناحية الاقتصادية .

    6 ـ يحوي لبن الأم أجسام ضدية نوعية ، تساعد الطفل على مقاومة الأمراض ، و تواجد بنسبة أقل بكثير في حليب البقر ، كما أنها غير نوعية ، و لهذا فمن الثابت أن الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم أقل عرضة للإنتان ممن يعتمدون على الإرضاع الصناعي .

    7 ـ الإرضاع الطبيعي يدعم الزمرة الجرثومية الطبيعية في الأمعاء ذات الدور الفعال في امتصاص الفيتامينات و غيرها من العناصر الغذائية ، بينما يسبب الإرضاع الصناعي اضطراب هذه الزمرة .

    8 ـ يسبب لبن البقر مضاعفات عدم تحمل و تحسس ، لا تشاهد في الإرضاع الطبيعي كالإسهال و النزف المعوي و التغوط الأسود و مظاهر التجسس الشائع ، كما إن الإلعاب و المغص و الإكزما البنيوية أقل تواجداً في الإرضاع الطبيعي .

    9 ـ الاستعداد للأمراض المختلفة :يهيء الإرضاع الطفل للإصابة أكثر ، بأمراض مختلفة ، كالتهابات الطرق التنفسية ، و تحدد الرئة المزمن الذي يرتبط بترسب بروتين اللبن في بلاسما الطفل ن و حذف لبن البقر من غذاء الطفل يؤدي لتحسنه من المرض . و كذلك التهاب الأذن الوسطى ، لأن الطفل في الإرضاع الصناعي يتناول وجبته و هو مضطجع على ظهره ، فعند قيام الطفل بأول عملية بلع بعد الرضاعة ينفتح نفير أوستاش و يدخل الحليب و اللعاب إلى الأذن الوسطى مؤدياً لالتهابها.

    و تزيد حالات التهاب اللثة و الأنسجة الداعمة للسن بنسبة ثلاثة أضعاف ، عن الذين يرضعون من الثدي . أما تشنج الحنجرة ، فلا يشاهد عند الأطفال الذين يعتمدون على رضاعة الثدي .

    ـ هذه الفروق و غيرها ، تفسر لنا نسبة الوفيات عند الأطفال الذين يعتمدون الإرضاع الصناعي عن نسبة وفيات إخوانهم الذين من الثدي بمقدار أربعة أضعاف رغم كل التحسينات التي أدخلت على طريقة إعداد الحليب في الطرق الصناعية ، و على طريقة إعطائه للرضيع .

    .

    ـ طريقة الإرضاع و مصلحة الأم :

    الإرضاع من الثدي لمصلحة الأم دوماً لأنه :

    1 ـ يفيد بعملية إنطمار الرحم بعد الولادة ، نتيجة منعكس يثيره مص الحلمة من قبل الطفل ، فيعود حجم الرحم بسرعة أكبر لحجمه الطبيعي و هذا يقلل من الدم النازف بعد الولادة .

    2 ـ النساء المرضعات أقل إصابة بسرطان الثدي من النساء غير المرضعات ، فمن قواعد سرطان الثدي أنه ـ يصيب العذارى أكثر من المتزوجات المرضعات ، فمن قواعد سرطان الثدي أنه ـ يصيب العذارى أكثر من المتزوجات.

    ـ و يصيب المتزوجات غير المرضعات أكثر من المرضعات .

    ـ و يصيب المتزوجات قليلات الولادة أكثر من الولادات .فكلما أكثرت المرأة من الإرضاع ، قل تعرضها لسرطان الثدي .

    3 ـ الإرضاع من الثدي ، هو الطريقة الغريزية المثلى لتنظيم النسل :

    إذ يؤدي الإرضاع لانقطاع الدورة الطمثية بشكل غريزي ، و يوفر على المرأة التي ترغب في تأجيل الحمل أو تنظم النسل ، مخاطر الوسائل التي قد تلجأ إليها كالحبوب ،و الحقن ، و اللولب ...أما آلية ذلك ، فهي أن مص حلمة الثدي ن يحرض على إفراز هرمون البرولاكتين من الفص الأمامي للغدة النخامية ،و البرولاكتين ينبه الوظيفة الإفرازية لغدة الثدي ،و يؤدي لنقص إفراز المنميات و البرولاكتين ينبه الوظيفة الإفرازية لغدة الثدي ،و يؤدي لنقص إفراز المنميات التناسلية Gonadotrophin المسؤلة عن التغيرات الدورية في المبيض ، وهذا ما يحصل عند 60% من النساء المرضعات .



    ـ الإرضاع و تقوية الرابطة الروحية :

    الإرضاع الأمي يقوي الرابطة الروحية و العاطفة بين الأم ووليدها ، ويجعل الأم أكثر عطفاً بطفلها ، و هذه الرابطة هي الضمان الوحيد الذي يحدو بالأم للاعتناء بوليدها بنفسها .فهو ليس مجرد عملية مادية ، بل هو رابطة مقدسة بين كائنين ، تشعر فيه الأم بسعادة عظمى لأنها أصبحت أماً ، تقوم على تربية طفل صغير ، ليكون غرساً في بستان الحياة .

    أما بالنسبة للطفل فالإرضاع الثديي يهبه توازناً عاطفياً و نفسياً ، و يجعله فرحاً مسروراً ، و عندما يضع ثغره على ثدي أمه ، يصبح على مقربة من دقات قلبها ، و هذا النغم الرقيق و اللحن ، يمنحه السكن و الطمأنينة ،و من ثم الخلود إلى الراحة و النوم .

    هذه الرابطة القوية ينجم عنها من تأثير ، تكون ضعيفة عندما يوضع الطفل على الإرضاع الصناعي ، و يكون الأمر أسوأ من ذلك عندما يقوم على العناية بالطفل غير الأم كالخادمة ، أو المسئولة في روضة الأطفال أو أي شخص خر ، لأن هذا الوضع يحطم ما يسمى بالاستقرار الذي هو أكثر ما يحتاجه الطفل في سنواته الأولى كي يحقق تطوراً انفعالياً سليماً و " إن العلاقة الحكمية الشخصية الوثيقة بين الطفل و شخص ما ـ ذلك الذي يؤمن له الغذاء و الدفء و الراحة ـ تبدو هذه العلاقة و كأنها من أولى الضرورات ، أن يكون هذا الشخص هو الأم ..." .

    و تلمس في هذه الأيام ردة إلى الثدي ن بعد أن روج كثيراً للزجاجة ، و للحليب الاصطناعي ، الذي ملأت أنواعه الكثيرة واجهات المحلات قبل الصيدليات ، و بعد أن لجأ الكثير من الأمهات إلى الحليب الاصطناعي ظناً منهن أن هذا من مظاهر الرقي و التقدم ، و أو حفاظاً على جمالهن و أناقتهن ، ، و ما ذلك في الواقع إلا جهلاً ، أو خطأ ، أو انجرافاً وراء زخرف القول غروراً و جاهلية ً.

    و لهذا يجب على الأم الواعية ، أن تحرص كل الحرص على أن تقدم لطفلها الغذاء الطبيعي الذي أعده الباري المصور أحين إعداد ، و أن لا تتخلى عنه إلا في حال مباشرة لذلك . كما يجب أن لا يدفعها للتوجيه مباشرة للحليب الصناعي ، فقد يكون ذلك النقص غريزياً و لمدة بسيطة و لمصلحة الرضيع . كما يجب عدم دعم الإرضاع الطبيعي الذي يسمى بالإرضاع المختلط ، إلا عند الضرورة ن فقد يؤدي لامتناع الطفل عن الثدي بسبب قلة إدارة اللبن من الثدي .


    المرجع :

    مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق

     

    و نقلبهم ذات اليمين و ذات الشمال



    قال تعالى في معرض وصفه لفتية الكهف الين لبثوا و هم نيام في كهفهم ثلاثة مئةٍ سنين و ازدادوا تسعاً : ( و نقلبهم ذات اليمين و ذات الشمال ) الكهف : 18.

    إن من الإصابات الشائعة و الصعبة العلاج التي تعترض الأطباء الممارسين في المشافي هي مشكلة حدوث الخشكرشات او ما تسمى بقرحة السرير Bed Sore عند المرضى الذين تضطرهم حالتهم للبقاء الطويل في السرير كما في كسور الحوض و العمود الفقري او الشلول أو حالات السبات الطويل و الخشكريشات هذه عبارة عن قرحات و تموت في الجلد و الأنسجة التي تحته بسبب نقص التروية الدموية عن بعض مناطق الجلد ، نتيجة انضغاطها بين الجزاء الصلبة من البدن و مكان الاضطجاع و أكثر ما تحصل في المنطقة العجزية و الاليتين و عند لوحي الكتفين و كعبي القدمين ،و لا وقاية منن حدوث هذه الخشكريشات سوى تقليب المريض دون تقليب أكثر من (12) ساعة ، و قد تكون هذه هي الحكمة من تقليب الله عز و جل لأهل الكهف لوقايتهم من تلك الإصابة و إن كانت قصة أهل الكهف كلها تدخل في نطاق المعجزة !!.


    المرجع :

    مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق

     


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()