لازلت أذكر ابتسامة حبيبي التي رسمت على شفتيه...وهي تسابق النظر إلي..
واقف عند باب غرفته ينتظر قدومي إليه...
وأنا أشق طريقي في الردهات ...أمشي بين الممرات..
أتلفت يمنة ويسرة.. أبحث عمن يبحث عني...
لاح لي طيفه من بعيد...تثاقلت خطواتي ..خطوة سريعة..خطوة بطيئة..
سارت بي الأرض من تحت قدميّ..لتحملني إليه..
وقفت أمامه لا أتكلم ...لاأستطيع الحراك,,,,
تنحى عن الباب جانباً...لازالت الابتسامة على محياه..
قال بصوت خافت: تفضلي بالدخول.
تسمرت قدماي على الأرض...أمسك بيدي يسحبني بهدوءقائلاً:
تفضلي..أدخلي ولاتخافي...لن أؤذيك,,,,,,,,
تمشيت في الغرفة حتى وصلت إلى منتصفها..أتنشق عبيرها..إنه عطره..
عطر حبيبي الذي أحببته منذ أن عرفته..
أخذت أجوب بناظري على جدران غرفته..أركانها..أتأمل إضاءتها..
بدت لي وكأنها قصر يجمع بين أميرين عاشقين..
أغلق الباب في هدوء...أسمع خطواته تقترب مني شيئاً فشيئاً...لم ألتفت إليه..
أحسست بيده تمتد نحوي ..وضعها على كتفي قائلاً : ألن تخلي معطفك؟؟!!
أطرقت برأسي قائلةً: نعم.
أخذ عني معطفي وابتعد خطوات قليلة...جمعت شجاعتي ..لملمت جرأتي ..
ألتفت نحوه أسترق النظر إليه..لا أريده أن يشعر بي وأنا أنظر إليه..تبينت ملامحه الجميلة خلسة...
نعم ....فهذه هي المرة الأولى التي أراه فيه........
وضع معطفي على كرسي جانبي ..بالقرب منه طاولة عليها مزهرية بها وردتين حمراء..
وكانت على الطاولة شمعة مطفأة ...أشعلها بعود ثقاب ...ليضفي جواً شاعرياً على غرفته....
اقترب مني ثانية...وقف أمامي ...وضع كلتا يديه على كتفيّ...أرجعني خطوتين إلى الوراء..
أجلسني على طرف سريره...جثى على ركبتيه أمامي...أخذ يحدق بالنظر إلي ...ثم قال:
أما زلت خائفةً مني ؟؟!!قلت لك أنني لن أؤذيك...أجبته بصوت مرتجف : كف عن التحديق بي ,,فنظراتك تخجلني.
أطلق ضحكة جميلة أحسست أنها تخرج من قلبه
قال : حبيبتي خجولة ..كيف لاأحدق بك وأنا أرى وجهك الجميل للمرة الأولى!!!
ارفعي رأسك وأطلقي العنان لعينيك لتبحر في عينيّ... للمرة الثانية ..جمعت شجاعتي ,,ولملمت جراتي
رفعت رأسي ...لأنظر في عينيه ...يـــاإلـــــهي ....كم هما جميلتان ..براقتان ...ساحرتان...صادقتان...
يعجز عن وصفهما اللسان....
توقف فجأة ...أمسك بيدي قائلاً: قفي يا أميرتي...وقفت وأنا متعجبة من أمره .......
طبع قبلة على جبيني...ثم َضمني إلى صدره ...وأنامله تداعب خصلات شعري...
مضت بنا الساعات...وهو يراقصني ...يمازحني...يضاحكني ....يغازلني...ولكن ........
واأسفاااااه,,,,قلت له :حبيبي مضى بنا الوقت ..علي أن أذهب..
قال : بل ابقي معي لاتذهبي ..قلت :سأعود إليك في يوم آخر .
قال : ان خرجت من هنا ستخرج روحي معك,,,,,,,
قلت : لاتقل ذلك ..فإن روحي تسكن جسدك , كما سكنت روحك جسدي..
قبلني قائلاً : بحفظ الله يامحبوبتي..ووقف يرقبني عندباب غرفته يودعني بابتسامة مثل ماأستقبلني ..
خرجت أمشي ليس بخطوت متثاقلة ...بل كادت قدماي لاتطأ الأرض تطير فرحاً بذاك اللقاء...
عدت إلى منزلي ..دخلت غرفتي ..وأنا في حالة ذهول..أكان ذلك حلم أم حقيقة!!!!
بل هي الحقيقة ...فأنا لازلت أرى ابتسامته..لازلت أنظر إلى عينيه..لازلت أشعر بحضنه الدافيء..
لازالت أنامله تداعب خصلات شعري..لازلت أتنشق عطره في جسدي...
كيف لا!!!!! وروحه تسكن جسدي ...كما سكنت روحي جسده..
انتهت قصتي