بتـــــاريخ : 10/17/2008 8:31:30 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1049 0


    العيـون

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة العيـون

     

    أغمد الطفل ، ذو العينين السوداوين ، نصله في سحيق قلوبهم قائلا :

    -و لكن لماذا يفتح عينيه ـ يا أمي ـ إذا كان لا يرى ؟

     

    فرّ السؤال من فمه كطائر صغير أسود ، حام مرفرفاً في أرجاء الغرفة البيضاء ، ثم توالدت منه طيور صغيرة سوداء ، أخذت تدور فوق الرؤوس ؛ في هذه الأثناء : كان الرجل الطاعن ، ساكناً ، بجسمه الكبير ، على سرسره ، و عيناه الواسعتان ، البيضاوان ، مفتوحتان . الطفل يدحرج نفسه على البلاط اللامع لاهياً .. و من عيون النسوة تسقط دمعة أو دمعتان ، تقول شيئاً عن ماضٍ ما .. شيءٍ سحيق دفنته الأيام في ركام القلب . رجل شاب يهمس لزميله ، مجيباً على سؤال الطفل :

     

    -ربما ينظر إلى حياته التي خلفها !

     

    يقول الآخر :

     

    -أو خلفته .. ربما رفضته !

     

    يرد آخر :

     

    -قد يكون رافضاً لها !

     

    -ربما ينظر إلى حياته فينا !

     

    -ربما يرى الأشياء التي نظرنا إليها طويلاً ، و لم نرها !

     

    في هذه الأثناء : يهمهمون ، محركين رؤوسهم بأسى .. يفرقعون أصابعهم بحيرة ، و امرأة تجذب عباءتها مرتبكة ، رجل يتنحنح مكوراً يده .. و الرجل الطاعن في سكون لا يريم ، و الغرفة تمتلئ بالطيور و تضيق .. تتقاطر الطيور على الرجل الطاعن ، تدور حوله في رقصة عجيبة ، متمهلة ، ثم تنهال عليه ، تقبله بفرح ، و تأخذ لونه ، تاركة جسده الكبير ، لبياض الغرفة الواسع ، الممتلئ بالعيون

    كلمات مفتاحية  :
    قصة العيـون

    تعليقات الزوار ()