بتـــــاريخ : 10/15/2008 11:25:54 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1056 0


    عينان

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة عينان

    بالأمس :

     

    و هو يجلس على كرسي الحلاق ، مشت في المرآة الكبيرة الواسعة ، روائح الأرض الخضراء لاعبة مع الطيور .. و فوق الشجر اصطفت ، في طابور طويل ، غيوم كثيرة ، و طليقة ، لونها مثل العيون المرحة ، أو الحالمة ، و هي تتدحرج ، واحدة واحدة ، نازلة إلى أيدي الأطفال كسلاسل الحلوى . تراشق بها الأطفال ... تراشقوا ، حتى أتعبوا فرح الماء .......

    في المرآة نفسها ، كانت ، أيضاً : عشرات العيون الحادة تحدق في وجهه بصرامة .

    ذلك أن له عينين مختلفتين ،

    عرف ذلك ، و هو يقف أمام المرآة :

    العين الأولى واسعة ، وحادة ؛ وترى الحجارة ، و أغصان الأشجار. يمشي بها في الشارع ، ويحدث بها الآخرين ، و يصدهم ، ويذهب بها إلى العمل 0000

    في العين الأخرى ، يشم زهور الوجوه الجذلى بمطر الحياة ، وتدهشه الأشجار و هي ترقص بخيوط الماء .. بها يصافح فرح المسافر إلى الربيع ، و يسمع الحزن و هو يقرض أحلام الوجوه من الخدين ، و ترسم عينه كيف يبكي الأطفال و يضحكون و هم ينامون . وكيف ينسج العجائز أيامهم بالصمت . و أين يسير المهمومون و الحزانى .. تتعثر عينه بأغنيات القصائد المختبئة في الظل . و تلاقي دموع البعيدين عن أشجار قلوبهم ، أوطانهم ، أولئك الكثيرين ، الذين تسافر بهم الدنيا أبدا ..

    هذه العين : تعزي العائدين إلى منافيهم الكثيرة ـ في داخلهم ، و بيوتهم ، و أعمالهم ، و أوطانهم ـ ، ..... بخيباتهم .

    إنه يشم بها ؛ وهو يدخل مجلس القوم ـ في ثوان ـ ألوان الغرباء :

    يراهم حيث يختبئون داخل الأماكن البعيدة في أفئدتهم ، فيتجه إلى هناك :

    إلى عيونهم النقية مباشرة ، و يحبهم منذ قرون طويلة .

    أو يهجرهم كما الموت ..

    هذه العين الصغيرة ، الواسعة جداً ، و التي يحملها أمامه دائماً ، تضيء له المعتم ، و تفرد ألوان الضوء .. تبكي معه .. يسمع بكاءها له ، و للكثيرين .. إنها عينه ؛ عين الحياة .

     

    اليوم :

     

    و هي في غرفتها ، و في المرآة الكبيرة ، الواسعة ، رأت أسراباً من طيور أحلامها ، تنثال كالشلالات .. ضحكت كما يضحك الماء .. حتى ملأت طيورها الشوارع .... ، ملأت زهورها الشوارع ..، أطفالها ..، عيونها .. حياتها ........

    من خلفها ، في المرآة الكبيرة ، الواسعة ، رأت أسراباً من عينيه ، تحدق في طيور أحلامها بصرامة

    كلمات مفتاحية  :
    قصة عينان

    تعليقات الزوار ()