بتـــــاريخ : 10/14/2008 3:57:18 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1388 0


    لماذا أنا؟

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د.طارق بكري | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة لماذا أنا؟

    لماذا أنا؟

    ‏"قل لي كيف حدث هذا؟"‏
    قالت في يوم من أيامنا القليلة..‏
    ‏"لست أدري".. أجبتها دون تفكير.. "أنت حلم قديم منذ البعيد"..‏
    ‏"وزوجتك؟!"..‏
    ‏"ستحبك حتماً..ولو بعد حين، وأنت لو عرفتها ستحبينها.. هي رائعة.. وطيبة..".‏
    ‏"أنت إنسان عجيب.. لماذا أنا؟".‏
    ‏"قلت لك لست أدري.. لست أدري"..‏
    عندما أكون معها لا أشبع منها.. عندما أكون معها أخشى لحظة الوداع.. هل أتركها؟؟.. لا ‏أستطيع البعد عنها.. كل لقاء يزيد في نفسي لهيب الحب..‏
    تشغل نفسها كل يوم بأشياء كثيرة.. ‏
    ترى الناس بعينيها المتلألئتين طيفاً من خير لا ينقطع، توزع ابتساماتها كوردة بيضاء تفيض بهاء ‏ودلالاً.. ‏
    ‏"هكذا أنا.. أحب أن أكون هكذا"..‏
    على الهاتف سمعت خطواتها تطرق الأرض بثبات..‏
    وصلت مركز عملها في وقت مبكر ذات صباح.. ‏
    وأنا من وراء الهاتف أكلمها.. ‏
    أسمعها شريط غرامي المتكرر الذي ربما سمعته مرات ومرات وملّته من كثيرة التكرار.. ‏
    أصوات كثيرة تنساب من حولها.. كلمات غزل تتساقط من هنا وهناك.. كأنّها تتعمد أن تسمعني ‏ما يقال لها.. فأتحرّق غيظاً.. ‏
    استوقفتها زميلة لها.. قالت بصوت مرتفع: "الله أكبر.. الله أكبر.. تبدين مثل غزالة صغيرة".. ‏وكررت التكبير مرات ومرات.. ‏
    لم تنزعج.. جاملتْها.. ‏
    لماذا لا تمل من تكراراتها؟.. وتملّ من تكراراتي؟ لست أدري! لماذا تصدقها ولا تصدقني؟ لست ‏أدري!‏
    زميلتها خطفت مني كلماتي.. سرقت مني رؤيتها الصباحية.. أنا الذي يجب أنْ أقول ذلك.. من ‏هذه لكي تخطف من شفتي كلماتي وآهاتي.. و(تكبيراتي)..‏
    اسمع طرق نعليها وهي متوجهة نحو مكتبها.. الطريق طويل.. أرى العيون من حولها.. أرى ‏الرقاب تشرئب نحوها.. وأنا في مكاني.. أعصر آهاتي وآلامي.. ومن أنا لأعترض.. أو ‏لألومها؟.. ‏
    لكني رجل شرقي أحمل كل شرقيتي حتى النخاع..‏
    ‏"لا تكن هكذا.. عجباً للرجل الشرقي كيف يفكر!".. ‏
    تقولها بتعجب.. بثقة وحنان..‏
    حتى في المقهى ذي الطراز الغربي تصر على دفع الحساب.. ‏
    أضحك وأقول: "دعيني أدفع الحساب هنا.. ثم نذهب للغداء على حسابك في مطعم فاخر..".‏
    ‏"هل تسخر؟؟.. هيا، ونحن فيها.."‏
    كل تفاصيل وجهها ملأى بالحب والحكايا والخبايا.. ‏
    ربما نقدر أن نصفها - كما يقولون - بالمرأة الحديدية.. لكني أحتج تماماً على هذا الوصف.. لا ‏أرى فيه - بالنسبة لها - غير أمر هامشي.. هي حديدية..بالتأكيد.. شيء لا يختلف اثنان عليه، لكن ‏حديديتها من نوع آخر.. هي حديدية تعرف متى تذوب ومتى تجمد.. ومتى تكون باردة ومتى ‏تشعل النار في كل الأشياء التي حولها.. ومع ذلك لا تشتعل..

    كلمات مفتاحية  :
    قصة لماذا أنا؟

    تعليقات الزوار ()