بتـــــاريخ : 10/12/2008 6:05:54 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 890 0


    هدايا الليلة الأخيرة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد ثروت القاضي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة هدايا الليلة الأخيرة

    في الليلة الأخيرة قبل رحيلها عن الدنيا .. أخذ يجوب جميع المتاجر كي يشتري لها أجمل هدية .. فقد كان الغد هو عيد الأم .. وكانت هي في المستشفى تنتظر زيارته لها في الصباح
     
     

     

     
     

     

     

    لفتت انتباهه العديد من الهدايا الجميلة .. احتار كثيرا .. أيشتري هذه الهدية أم تلك؟ وبعد وقت طويل .. قرر أن يشتريهم جميعا .. لا يهم النقود .. فهذا أهم عيد للأم مر عليه على الإطلاق .. وهو قلق عليها جدا

     

     

     

    أمضى وقتا طويلا بالمنزل وهو يتفنن في تغليف تلك الهدايا .. أخذ يبتكر ويستخدم أجمل أنواع التغليف والألوان .. حدث نفسه: ستسعد أمي كثيرا بهذه الهدايا بلا شك. أنهى التغليف متأخرا وذهب لكي ينام .. يتوجب عليه أن يكون بالمستشفى مبكرا .. لكنه أحس بأنه غير مستريح وأن ضربات قلبه تتسارع .. أقنع نفسه بأنه ربما يكون متعبا نتيجة المجهود الذي قام به في تجواله على المتاجر .. حاول أن ينام .. ونجح في ذلك

     

      

     

    الثالثة صباحا .. استيقظ مرة أخرى ولازالت ضربات قلبه تتسارع بشكل جنوني .. أحس بشيء ما ليس على ما يرام .. حاول أن يهديء من نفسه .. حاول أن ينام ثانية .. وبعد قليل نجح في ذلك .. فقد كان متعبا للغاية

     

     

     

    السابعة صباحا .. يوقظه والده .. يطلب منه أن يكون رابط الجأش .. أن يكون رجلا متماسكا .. ثم أخبره بأن أمه قد ماتت في الثالثة صباحا .. أجابه وهو مذهول: أحسست بذلك .. وبدا أنه سيبكي .. لكنه لمح أختيه الصغيرتين النائمين على مقربة منه .. فخشي أن يشعرهم بأي شيء .. كتم بكاؤه في نفسه .. وأجل جميع انفعالاته إلى اللحظة التي رأى فيها جثمان أمه وهو يوارى الثرى .. وبكي هناك

     

     

     

    كان ذلك منذ عشرين عاما .. في كل عام يخرج تلك الهدايا المغلفة التي لم تراها أمه .. كان يصر على ألا يفتحها .. هو فقط ينظر إليها .. ثم يتوجه إلى قبرها ليزوره .. يحكي لها عن تطورات حياته .. وعن كل ما فاتها من نجاحاته .. إنه المكان الوحيد الذي اعتاد أن يبكيها عنده .. منذ ذلك اليوم البعيد الذي ماتت فيه

     

     

     

    تمر السنين .. ويكاد أن ينسى ماهية الهدايا التي بداخل تلك المغلفات .. يقولون له: افتحها كي تتذكر .. لكنه كان دائما يرفض بشده .. وكأنه ينتظر أمه كي تفتحها بنفسها .. يضحكون عليه .. لا يهم .. المهم أن تظل الهدايا كما هي .. كذكرى لا تتغير عبر السنين

     

     

     

    تزوج ورحل عن ذلك البيت .. سافر بلادا كثيرة وتغيب أعواما طويلة .. وفي يوم ما عاد إلى الوطن .. تاقت نفسه إلى زيارة قبرها كي يحكي لأمه عن أشياء كثيرة كما كان يفعل في الماضي .. كان محملا بهموم كثيرة وحكايات طويلة .. فقد مر زمن طويل دون أن يبكي عندها كما اعتاد سابقا .. لكنه تفاجأ بأنه لم يبكي كما كان يفعل من قبل .. وفي أثناء دهشته تذكر الهدايا .. استدار وتوجه مسرعا إلى المنزل القديم .. كل شيء تغير هناك .. أخذ يبحث عن تلك الهدايا .. لم يجدها .. سأل عنها الجميع .. الكل لا يذكر .. لا أحد يعرف .. لابد أنها فقدت عندما تم تجديد المنزل أثناء غيابه الطويل .. الآن فقط أدرك لماذا لم يعد يبكي عند قبر أمه كما كان

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة هدايا الليلة الأخيرة

    تعليقات الزوار ()