توصل فريق من العلماء بجامعة ستانفورد لأول مرة إلي وجود علاقة مباشرة بين زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو وزيادة معدلات الوفاة بين البشر. ويقول العلماء أنهم استخدموا في أبحاثهم التي أدت لهذه النتيجة أحدث نموذج حاسب آلي لتحليلات الطقس تضمن نتائج العمليات البيئية الطبيعية والكيميائية.
وتأتي هذه النتائج الجديدة عقب إعلان القواعد التي وضعتها حديثا هيئة حماية البيئة الأمريكية ضد فرض مستويات محددة للانبعاثات الغازية الناتجة عن ظاهرة الصوبة الغازية حول الأرض بسبب نقص البيانات التي تظهر العلاقة بين انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وتأثيراتها الصحية علي الإنسان, فرغم المعرفة القديمة بدور الغاز في إحداث التغيرات المناخية في مناطق عديدة بالعالم, جاءت نتائج الدراسة الجديدة لتبين إلي أي حد يمكن أن تصل المخاطر المحتملة بسبب زيادة درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة مئوية بسبب الغاز, حيث من الممكن أن يؤدي تلوث الهواء الناتج عن الظاهرة في الولايات المتحدة وحدها إلي زيادة في عدد الوفيات مقدارها ألف شخص سنويا بجانب عدد أكبر من الحالات في شكل أمراض بالجهاز التنفسي وأزمات صدرية.
وطبقا لما تضمنته الورقة البحثية التي أعدها الدكتور مارك جاكوبسون أستاذ الهندسة المدنية والبيئة بجامعة ستانفورد, فمن المنتظر أن يلقي نحو20 ألف مواطن حتفهم سنويا في العالم بسبب زيادة درجة حرارة الجو بمقدار درجة مئوية واحدة بسبب تلوث الجو الناتج عن غازات ظاهرة الصوبة, وتعد هذه أول دراسة من نوعها في العالم علي حد قوله تربط بين السبب والمسبب, حيث تمكنت الدراسة من عزل تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون عن العوامل المناخية الأخري المسببة لتسخين سطح الأرض من أجل إيجاد التأثيرات الكمية لهذه التغيرات الكيميائية الطبيعية المسببة في حد ذاتها لزيادة وفيات البشر بسبب زيادة جزيئات الأوزون والمواد المسرطنة في الهواء.
وتوضح هذه الدراسة ـ كما يقول العالم الأمريكي ـ أن تأثيرات التسخين الناتجة عن زيادة مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون تكون علي أشدها حيثما يشتد تلوث الهواء, ولما كانت كاليفورنيا موطنا لعشرة مدن كبري وتستأثر بأسوأ نوعية للهواء في الولايات المتحدة, فمن المنتظر أن تتحمل بأكبر عدد نسبي من الوفيات إذا لم يتم فرض قيود جديدة علي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وكانت الهيئة الأمريكية لحماية البيئة قد أنكرت في اجتماعها الأخير بنهاية الشهر الماضي علي كاليفورنيا وبعض الولايات الأخري بأن تحدد كل منها مستويات خاصة بها لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لا تطبق حاليا.