ليس من الممكن دوماً معرفة ان كان الورم الذي يصيب الغدة الدرقية خبيث أم حميد، بصورة مبكرة. في أغلب الحالات، تكون تلك الأنسجة التي يجري استئصالها جراحياً حميدة(غير خطرة). الآن، اعتنقت الآلية السريرية فحصاً جديداً قادر على التمييز، ان كان الحالة مشبوه بها، بين الورم الخبيث والحميد مما يبعد عن المريض المبضع الجراحي غير الضروري. ويرتكز الفحص على المعلومات التي يحصل عليها من بروتين يدعى (Galectin-3) يلعب دور جاسوس الإنذار. عادة، لا نجد هذا البروتين في خلايا الغدة الدرقية. وإلا، أي في حال وجوده داخل هذه الخلايا، يلعب هذا البروتين دوراً في تعديل عمليات الموت الخلوي مما يؤول الى ولادة الورم.
يعود الفضل في اكتشاف دور هذا البروتين الى الباحثين الإيطاليين في مستشفى "سانتاندريا" بروما. ان رصد وجود هذا البروتين يساعد على التمييز بين الورم الخبيث والحميد، قبل إجراء العملية الجراحية. ولا تنجح وسائل التشخيص الحالية(كما الموجات فوق الصوتية) في التمييز بين الورم الخطر وغير الخطر، بدقة. لذلك، يتم استئصال هذه الأورام بصورة عشوائية. أما الفحص الإيطالي فيتمكن من التعرف على 88 في المئة من أورام الغدة الدرقية المشتبه بطبيعتها، بصورة صحيحة.
على الصعيد الدولي، ينبغي إجراء اختبارات أخرى قبل الإعلان رسمياً عن تبني هذا الفحص الذي سيؤازر السيتولوجيا(تركيب الخلايا ووظائفها وأمراضها) ووسائل التشخيص التقليدية. ومن المتوقع أن يقطع الفحص العمليات الجراحية غير الضرورية بنسبة 70 في المئة. يذكر أن أورام الغدة الدرقية تستهدف الفئات الشبابية(لا سيما الشابات) ويتعرض كل من يخضع لعملية جراحية، لاستئصال الغدة الدرقية، لعلاج هرموني ينبغي أن يتبعه طيلة حياته.