فقد قرأت في جريدة الجزيرة في العدد 12980 الموافق يوم السبت 6 ربيع الثاني 1429 هـ للكاتب عبدالله بن بخيت في زاويته " يارا " تكلم الكاتب عن أمر ضروري لا بد أن يكون هو مبدأ كل مسلم ( الستر ) جاءت الحنيفية السمحة تحث على ستر العورات وتغطية العيوب وإخفاء الهنات والزلات ويتأكد ذلك مع ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفا بالفساد، فمن مقتضى أسمائه الحسنى الستر، فهو سـِتِّير، يحب أهل الستر .
الكاتب ذكر في مقاله (إن الناس لا تطالب بشيء إلا إذا فقد وخاصة عندما تأتي المطالبة من أعلى المستويات والدليل أننا لم نسمع أن أحداً نصح الإخوة في الشرطة بالستر ولم نسمع أن أحداً نصح الإخوة في إدارة المباحث بالستر ولم نسمع أن أحداً نصح الإخوة في إدارة المخدرات بالستر ولم نسمع أن أحداً نصح الأخوة في دار الملاحظة بالستر ولم نسمع أن أحداً نصح الإخوة في وزارة الصحة بالستر ولم نسمع أحداً نصح الإخوة في وزارة التجارة بالستر. تقتصر االنصيحة بالستر على رجال الهيئة دون غيرهم ) أتعجب من الكاتب عندما ذكر عدة جهات حكومية وأنه متعجب أنهم لم يطالبوا بالستر والذي قض مضجع الكاتب عبد الله بن بخيت , بلا شك أن الستر يقي من الجريمة ويقلل منها في كثير من الأحيان ، ولكن هل الستر على الإطلاق يقي من الجريمة ، هذا السؤال أريد جوابه من الكاتب بن بخيت؟
لا شك أن تعميم ذلك من الخطأ البين ؛ لأننا لو قلنا بذلك لكان لهذا القول لوازم باطلة من أهمها إغفال الحكمة التشريعية لإقامة الحدود على البشر , و لا تتعجب عندما تسمع توصيات االمسئولين وحث رجال الهيئة على ( الستر ) حيث أن الستر هنا يقتصر على القضايا الخاصة ، التي تكون لها تبعات سلبية ليست على المخالف نفسه وإنما هي أوسع بكثير .
( الستر ) هو علاج اجتماعي يعطي الفرد المخالف نوع من العودة إلى الصواب والرجوع إلى
الحق حيث أنه عندما يدثر بغطاء الستر، يحس بدفء الأخوة الإيمانية ويتذوق حلاوة الرجوع إلى جادة الصواب كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يمارس هذا الخلق الراقي في ذاك المجتمع فقد كان عليه الصلاة والسلام يستر على المنافقين و لا يكشف أستارهم بل إنه كان يعالج أخطاء أصحابه بالتعريض والتلميح وليس بالتصريح الذي يلقي بالفرد ويضعه تحت هجير ألسنة الناس المحرقة وهذا هو منهج جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جاء هذا مستمداً من كتاب الله وسنة رسوله ومن توصيات ولاة الأمر حفظهم الله وقد نقلت وسائل الإعلام كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله في لقاءه مع رجال الهيئة قوله ( أعوذ بالله أن نفضح أحد )
هذه الكلمة لايزال صداها يتردد في أسماع رجال الحسبة وعلى هذا شاهد حي في المجتمع هو عودة الكثير ممن هوة بهم أنفسهم في مزالق الشهوات بعد أن قبضت عليهم هيئة الأمر بالمعروف وأصلحت حالهم ورغم هذا فإننا لا نغفل من أن نذكرهم فنحن نطالب جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأن يستروا (المخالفين) فكلنا ذوو خطأ والمعصوم من عصمه الله سبحانه وتعالى ، وعلى كل واحد منا أن يذكر فلا ينسى أنه لم يخلق ملكا ولم يخلق بشرا معصوما وإنما هو إنسان تنازعه قوى الخير والشر ومن ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الآخرة