بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:36:24 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1046 0


    أعياد الطحين

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    فقراءُ يا مولاي!‏

    يا مولاي كلُّ حقولنا قمحٌ،‏

    وشمسُ غروبنا منسيةٌ‏

    وسياجُ ضيعتنا مواويلٌ وصفصافٌ حزينْ!‏

    ودروبنا متروكة لتلف حولَ الدارِ‏

    مثلَ الياسمينْ‏

    ***‏

    همْنَا بسنبلةٍ فخلّتْ عطرها فينا‏

    وأسرينا وراءَ النهرِ كالعصفورِ‏

    نشربُ ظامئينْ‏

    ***‏

    مولايَ محنيّينَ تحتَ الريحِ‏

    كالشجرِ المعمّرِ‏

    كلما هبّتْ علينا الريحُ‏

    نغفو متعبينْ‏

    ***‏

    في الليلِ تغزلُ كلُّ عاشقةٍ حمامتها،‏

    وتطلقُ في فضاءِ الحبِّ أغنيةً‏

    فيطلعُ من كنائسِ حزنهِ العالي‏

    هلالُ العاشقينْ‏

    ***‏

    مولايَ تلكَ جرارنا‏

    ملآنةٌ دمعاً‏

    وتلك بيوتنا عرزالُ زيتونٍ وتينْ‏

    ***‏

    الأرضُ من ألمٍ‏

    ونحنُ حفاتُهَا‏

    نمشي عليها متعبينْ‏

    ***‏

    في صيفنا يتزوّجُ الفلاّحُ شَجْرَةَ سمسمٍ‏

    ويموتُ في عيدِ الطحينْ‏

    ***‏

    منا الحساسينُ الصغيرةُ‏

    والطيورُ البيضُ منا ريشها‏

    ونجومنا من روحنا‏

    نرنو إليها تائبينْ‏

    ***‏

    كم نحنُ عشاقٌ‏

    وأبناءٌ لهذا الناي،‏

    للقمر الذي نمشي وراءهُ تائبينْ‏

    في الصيفِ يسهر تحت شرفتنا الهلالُ‏

    وفي الخريفِ تقومُ (فيروز) بكلّ غنائها الشفّافِ‏

    فاردةً ذراعيها‏

    لأيلولَ الحزينْ‏

    ***‏

    وصبيّةٌ خلفَ الزفافِ‏

    تطرّزُ المنديلَ بالفرَحِ المقصّبِ،‏

    والخيوطِ الخضرِ‏

    والحبِّ الجميلْ‏

    ***‏

    فتذوبُ في لحنِ الخيوطِ حياتها‏

    وتسيلُ ألوانُ المحبّةِ سلسبيلاً‏

    سلسبيلْ‏

    ***‏

    لا يتركُ الفلاّحُ أيّ حمامةٍ‏

    إلا ويكتبُ اسمها‏

    مثلَ الأغاني‏

    في كراريسِ الهديلْ‏

    ***‏

    لا يتركُ الناطورُ أيّ سحابةٍ‏

    إلا ويلبسها ثيابَ الصيفِ‏

    من نَسْجِ الأصيلْ‏

    ***‏

    لا يرجعُ الراعي إلى أوقاتهِ‏

    إلا ويغمسَ ريشةَ الأشعارِ‏

    في حبرِ المغيبِ‏

    مُعتّباً للشمس موّالَ الرحيلْ‏

    ***‏

    مرّتْ علينا في الخريف‏

    إوزّةُ الثلجِ الحزينِ‏

    وعلّمتنا أن نصلّي‏

    كلما غنّى حمامُ الحزنِ‏

    في شطّ النخيلْ‏

    نعطي لكلّ غمامةٍ في صيفنا ثوباً،‏

    لكلّ حمامةٍ من روحنا‏

    إسما جميلْ‏

    ***‏

    ما أوجعَ المزمار يشردُ فوقَ سطح ديارنا‏

    وقتَ الغروبِ مرجّعاً لحنَ الغيابْ!‏

    ***‏

    والليلُ يمطرُ فوقَ سهرتنا‏

    قصاصاتِ الأغاني‏

    من قماشِ اللوزِ‏

    كالذهبِ المذابْ‏

    ***‏

    فبكلّ أغنيةٍ كتبناها بكينا‏

    إنها أرواحنا‏

    تبكي على وترِ الربابْ‏

    ***‏

    قمرٌ على أيامنا يبكي‏

    ويذرفُ دمعه الفضيّ في كأسِ الشرابْ‏

    ***‏

    ما نحنُ إلا دمعة‏

    إن أقبلَ العصفورُ يشربُ نهلةَ الظامي‏

    ومحبرة لرسامِ الدواري‏

    في مناديلِ الصبايا الذاهباتِ إلى العنبْ‏

    ***‏

    للخبز في أيامنا طعمُ الدموعِ‏

    وللدموع بليلنا طعمُ البكاءِ‏

    وللبكاءِ بعمرنا طعم الرطب

     


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()