خُذا مِنْ بُكاءٍ في المَنازِلِ، أوْ دَعَا، |
وَرُوحَا على لَوْمي بهِنّ، أوِ أرْبَعَا |
فَما أنَا بالمُشتَاقِ، إنْ قُلتُ أسْعِدَا |
لِنَنْدُبَ مَغنىً مِنْ سُعَادَ، وَمَرْبَعَا |
وَلي لَوْعَةٌ تَستَغرِقُ الهَجرَ وَالنّوَى |
جَميعاً، الحُُبٌّ يُنفِدُ َودْمعَ أجمَعَا |
على أنّ قَلْبي قَدْ تَصَدّعَ شَمْلُهُ |
فُنُوناً لشَمْلِ البِيضِ، حينَ تصَدّعَا |
ظَعائنُ أظعَنّ الكَرَى عن جُفونِنَا، |
وَعَوّضْنَنَا مِنْهُ سُهَاداً وَأدْمُعَا |
نَوَينَ النّوَى، ثمّ استَجبنَ لهَاتِفٍ |
مِنَ البَينِ نادى بالفِرَاقِ، فأسْمَعَا |
وَحاوَلْن كِتمانَ التّرَخّلِ بالدّجَى، |
فَنَمّ َبهِنّ المِسْكُ حِينَ تَضَوّعَا |
أمُولَعَةً بالبَينِ! رُبّ تَفَرّقٍ |
جَرَحتِ بهِ قَلْباً، بحُبّكِ، مُولَعَا |
وَمِنْ عاثِرٍ بالشّيبِ ضَاعَفَ وَجدَهُ |
على وَجْدِهِ، إنْ لمْ تَقُولي لهُ لَعَا |
فأثْقِلْ عَلَيْنَا بالمَشيبِ مُسَلِّماً، |
وَأحْبِبْ إلَيْنَا بالشّبابِ مُوَدِّعَا |
ألَمْ تَرَيَا البرْقَ اليَمانيّ مُصْلَتاً، |
يُضِيءُ لَنا مِنْ نَحْوِ يَبْرين أجرَعَا |
تَرَفْعَ، حتى لمْ أُرِدْ، حينَ شِمْتُهُ |
مِنَ الجانِبِ الغَرْبيّ، أنْ أتَرَفّعَا |
فكَمْ بَلقَعٍ من دونِهِ سَوْفَ تَقترِي، |
إلى طَيّهِ، العَنْسُ العَلَنْداةُ بَلْقعَا |
إلى آلِ قَيسِ بن الحُصَينِ، وَلم تكُنْ |
لتَبلُغَهُمْ إلاّ فَقَاراً وَأضْلُعَا |
فَلا بُدَّ من نَجرانِ تَثْلِيث إِن نَأَوْا، |
وإِن قَرُبُوا شيئاً فنَجْرانِ لعْلَعا |
مُلُوكٌ، إذا التَفّتْ عَلَيهِمْ مُلِمّةٌ |
رَأيْتَهُمُ فيهَا أضَرّ وَأنْفَعَا |
هُمُ ثَأَرُوا الأخدودَ، لَيلَةَ أغرَقَتْ |
رِمَاحُهمُ في لُجّةِ البَحْرِ تُبّعَا |
صَناديدُ، يَلْقَوْنَ الأسِنّةَ حْسّراً |
رِجَالاً وَيَخشَوْنَ المَذَلّةَ دُرَّعاَ |
إذا ارْتَفَعَوا في هَضْبَةٍ وَجَدُوا أبَا |
عَلِيهِمُِ أعْلَى مَكاناً وَأرْفَعَا |
وَأقرَبَ، في فَرْطِ التّكَرّمِ، نائِلاً، |
وَأبْعَدَ، في أرْضِ المَكارِمِ، مَوْقِعَا |
قَفَا سُنّةَ الدّيّانِ مَجْداً وَسُؤدَداً، |
وَلمْ يَرْضَ حتى زَادَ فيها، وَأبدَعَا |
لَمَرَّ عَلَيْنا غَيْمُهُ، وَهْوَ مُثْقَلٌ، |
وَعَرّجَ فينَا وَبْلُهُ، فتَسَرّعَا |
وَسِيلَ، فأعطَى كلّ شيْءٍ، ولم يُسَلْ |
لكَثْرَةِ جَدْوَى أَمْسِهِِ، فتَبَرّعَا |
جَوَادٌ، يرَى أنّ الفَضيلَةَ لمْ تكُنْ |
تَجُوزُ بِهِ الغَاياتِ، أوْ يَتَطَوّعَا |
فَلَوْ كانَتِ الدّنْيَا يَرُدُّ عِنَانَهَا |
عَلَيْهِ النّدَى، خِلْنَا نَداهُ تصَنُّعَا |
أصَاب شَذاةَ الحادِثِ النُّكرِ إذْ رَمى، |
وَأدْرَكَ مَسعاةَ الحُصَينَينِ إذ سَعَى |
كَرِيمٌ، تَنالُ الرّاحُ منهُ، إذا سرَتْ، |
وَيُعْجِلُهُ داعي التّصَابي، إذا دَعَا |
وَأبْيَضُ وَضّاحٌ، إذا ما تَغَيّمَتْ |
يَداهُ تَجَلّى وَجْهُهُ، فتَقَشّعَا |
تَرَى وَلعَ السّؤالِ يَكْسُو جَبينَهُ، |
إذا قَطّبَ المَسؤولُ، بشْراً مُوَلَّعَا |
تَخَلّفَ شَيْئاً في رَوِيّةِ حِلْمِهِ، |
وَحَنّ إلَيْنَا بَذْلُهُ، فَتَسَرّعَا |
تَغَطْرَسَ جُودٌ لمْ يَِّكلفْهُ وَقْفَةً، |
فيَختَار فيهَا، للصنّيعَةِ، مَوْضِعَا |
خَلائِقُ، لَوْلاهُنّ لمْ تَلْقَ للعُلا |
جِمَاعاً، ولا للسّؤدَدِ النّثْرِ مَجمَعَا |
سَعيدِيّةٌ، وَهْبِيّةٌ، حَسَنِيّةٌ، |
هيَ الحُسنُ مَرْأى، وَالمَحاسنُ مَسمعَا |
فلا جُودَ إلاّ جُودُهُ، أوْ كَجودِهِ، |
وَلا بَدْرَ ما لمْ يُوفِ عشراً وَأرْبَعَا |
عَدَدْتُ فلَمْ أُدْرِكْ لفَضْلِكَ غايةً، |
وهل يُدرِكُ السّارُونَ للشّمسِ مَطلعَا |
وَما كُنتُ في وَصْفيكَ إلاّ كَمُعتَدٍ، |
يَقيسُ قَرَا الأرْضِ العرِيضَةِ أذرُعَا |
وَلي غَرْسُ وِدٍّ في ذَرَاكَ، تَتابَعَتْ |
لهُ حِجَجٌ خُضرٌ، فَأثّ وَأيْنَعَا |
وَكُنْتَ شَفيعي، ثمّ عادَتْ عَوَائِدٌ |
مِنَ الدّهْرِ آلَتْ بالشّفيعِ مُشَفِّعَا |
رَدَدْتُ مُدَى الأيّامِ مَثنىً وَموْحَداً، |
وَقد وَرَدَتْ مني ورَِيداً وَأخدَعَا |