بالصمتِ أغلي ويغلي الصمتُ من كَمَدي
وبالغيـابِ تـذوبُ الآهُ فـي كـبِـدي
|
ثرثـرتُ كاللحـنِ منسابـاً لأسعـدَهـا
فتهتُ في صفعاتِ الصمـتِ ياخلـدي
|
يا طفلةً قد روتْ مـن نبـعِ أوردتـي
عذبَ النميرِ همى مـن شامـخِ الجُـدَدِ
|
أسـاومُ الأحـرفَ الجوفـاءَ عسجدَهـا
وفوقَ مـوتِ جُفائـي يرتمـي زَبـدي
|
بعثـتُ أشواقـي الحَـرَّى أهدهِـدُهـا
بـحرِّ أنفـاسِ حـرفٍ طرزتـهُ يـدي
|
سمّتنـي َالنبـضَ لكـن لا أصدقُـهـا
فالنبضُ جمرٌ وليـسَ الجمـرُ كالبَـردِ
|
رأيتُها آثـرتْ صومـي علـى سغـبٍ
وألبستْ راحتـي مـن بعدِهـا كَبَـدي
|
أرتْنـيَ الشهـدَ فـي أزهـارِ واحتِهـا
فصمتُ عن شهدِها قسـراً بـلا جَلـدِ
|
تجاهلـتْ كـلَّ آهـاتـي وهمهمَـتـي
وهجّرتْنـي كأنـي لسـتُ مـن بلـدي
|
أنـا الوحيـدُ الـذي سمّـاكِ سُكرتـي
ومن دعاكِ لـدى العسـراءِ ياسعـدي
|
ومن بنى الشعرَ قصـرا تسكنيـنَ بـهِ
فـوقَ الضيـاءِ بـلا جـدرٍ ولا عمَـدِ
|
وكـوّرَ النبـض َدُريًّـا يجـودُ سَـنـاً
ما نامَ رجوى وفـاءِ الشمـس بالمـددِ
|
أنـا العديـدُ الـذي سـوّاك نابـضـةً
فكيفَ تاهتْ بكِ الظلماءُ عنْ سُـددي ؟
|
أنـا الحيـاةُ التـي لـو ذاقَهـا وتـرٌ
لعاشَ عمرينِ يهمي من نَـدى رَغـدي
|
أنـا الفريـدُ ولا كــونٌ يشابهُـنـي
أغنى من الشمسِ عن إيماضـةِ الجسـدِ
|
أنـا منـارُ الهـدى والحـبُّ يتبعُنـي
توقاً ليرشفَ من نوري ومـن رَشَـدي
|
أنا الجديدُ ومـا انفكيـتُ مـن قِدَمـي
أُبلِـي الجِـدادَ إذا أشرقـتُ بالـجُـدُدِ
|
أنا ولا عـوذَ مـن ذِكْـري وقافيتِـي
أغلى من الشعرِ ، أسمَى من ذُرى العدد ِ
|
أروى من الماءِ ، أعلى مـن سحائبِـهِ
أحلى من الجِلْسِ في سعبـي ومرتفـدي
|
أمضى من الضوءِ ، أدْفى من أمانِ أبٍ
أقوى من الصبرِ في كُنهـي ومُعتقـدي
|
أنا على كـل حـوراءٍ درجـتُ ضيـا
كفـرتُ بالسحـرِ والإبهـار والحسـدِ
|
لكن، على كلِّ ما في النفسِ مـن شَمـمٍ
وكبريـاءٍ أرانـي ذبـتُ مـن كمـدي
|
فهـل نـأى العقـلُ واندكَّـتْ ممالكُـهُ
أم ضلتِ الروحُ تقفـو سطـوةَ الرمـدِ
|
أم زل قلبي ومارت في الجوى رئتـي
وحامَ سقفـيَ واجتـث الهـوى وتـدي
|
تذوي قـواي أمـامَ الهجـرِ مُنكَسِـرا
وغالَ قلبيَ مـن كـفِّ النهـى أسـدي
|
بعضي يـدولُ إلـى بعـضٍ وينزفنـي
شوقٌ تهرْمنَ يغـزو بالأسـى غُـددي
|
ياجنةَ الحـبِّ سكـرى فيـكِ أورِدَتـي
وفي الشراييـنِ دفـقٌ وسمُـهُ نكـدي
|
ماعمّرَ الصبـرُ مُـذ جفّـتْ سوابِلُهـا
( أخنى عليهِ الذي أخنى على لبُـدِ ) *
|
لذِكرِهـا بـارقٌ يمتـصُّ مـن رئتـي
صوتَ الزفيـرِ علـى ديمومـة الأبـدِ
|
ذكرى يحرمهـا النسيـان عـن خلـدٍ
يبلى ، وما بليت عـن وخزهـا أمـدي
|
فـي عمـق ذكـراكِ إيـراقٌ لأمنيـةٍ
أشقى بها وأرى فـي حرِّهـا سَعَـدي
|
يئنُّ قلبـي لهـا مهْمـا قسَـتْ ونـأتْ
كـالأمِّ أنَّّـتْ فِـراقَ الـدارِ والـولـدِ
|