النوم ميزان الجسم بل هو ميزان العقل و منظم حركته , فالنوم يوفر لنا الراحة و يعوض الجسم عن المجهود اليومي و هو ضروري لنمو الطفل ,
لذا علينا أن نعرف قواعد وأساليب الوصول إلى نوم مثالي نصل به بالنهاية إلى إدارة عملية النوم كل يوم بنجاح .
و النوم عندما يجافي أحد الأشخاص تثور أعصابه و تضطرب حياته فينتج عن ذلك قرارات متسرعة و خاطئة , لذلك يرى الخبراء أن علينا معرفة فن النوم الجيد و طريقة ممارسته للنجاح .
تختلف ساعات النوم من شخص لآخر فمنهم من يكتفي بثلاث ساعات و منهم لا تكفيه 10 ساعات و لكن المتوسط برأي الخبراء هو 8 ساعات راحة , و 16 ساعة يقظة يقضيها ما بين العمل و قضاء الحاجات و الانصراف إلى الأهل و الأصدقاء , و ساعات النوم تتغير مع السن، فالرضيع يحتاج إلى 16 ساعة من النوم تقل إلى 12 ساعة في سن الرابعة ثم إلى 10 ساعات في فترة ما قبل المراهقة ... و كلما تقدم الانسان بالعمر تكررت حالات الاستيقاظ ليلاً و كلنا بذلك تحكمنا الساعة البيولوجية الداخلية الموجودة في (الهيبوثلامس) في قاع المخ و التي يتم فيها تحديد فترة النوم و لحظة بدء النوم و من ثم الأحلام .و هذه الساعة تتحكم بالنشاط الكهربائي في المخ و درجة حرارة الجسم و إيقاع ضربات القلب و معدل التنفس أثناء النوم .
و للوصول لنوم صحي و سليم و مثالي علينا تناول وجبات خفيفة غنية بالسكريات البطيئة و قليلة الدهون قبل النوم بساعتين على الأقل و الابتعاد تماماً عن المنبهات .... و استبدال ممارسة الرياضة و المجهود الذهني بممارسة الأنشطة التي تبعث على الاسترخاء و أهم قاعدة هي احترام موعد النوم بساعة محددة بما يتوافق مع الساعة البيولوجية لكل شخص .
و لمكان النوم أهمية أيضاً من حيث توفر الفراش الثابت المشدود مع وسادة تتوافق مع تقوس الرقبة مع تهوية الغرفة و درجة حرارة مناسبة .
و يتساءل الخبراء هل يمكن العيش دون نوم ؟ هل الحرمان من النوم يعد قاتلاً أم لا ؟ الحقيقة أن البقاء دون نوم لبضع ليال سيؤدي إلى تدهور أداء الوظائف الحيوية للجسم و تنخفض الحرارة و يفقد الذهن نشاطه تدريجياً و تظهر اضطرابات سلوكية مثل الشعور بالضعف و العدوانية و أحاسيس أخرى يرافق بعض الأشخاص أمراض. و مشاكل تدل على النوم المنقطع غير المنتظم و عند تكرار هذه المشاكل يجب استشارة الطبيب للتخلص من اضطرابات النوم .