تناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات يمكن أن يحدث تغيرات كيمائية في المخ تجعل الشخص الذي يتبع حمية غذائية لإنقاص الوزن يشعر كما لو أنه مدمن مخدرات يعاني انسحاب المخدر من جسمه.
وقد أثبتت دراسة أجريت علي حيوانات المعمل، أن الفئران التي غذيت على أطعمة غنية بالدهون والسكريات حدثت لديها تغيرات عصبية كيمائية في المخ تختلف عن تلك الموجودة لدى الفئران اللاتي تغذت على أطعمة صحية.
وقالت كاتبة الدراسة د. ستيفاني فولتون: "ترتبط التغيرات الكيمائية التي تحدث بالمخ نتيجة النظام الغذائي بالإصابة بالاكتئاب. من هنا فإن تغير النظام الغذائي يسبب أعراض انسحاب العقار من الجسم، وحساسية كبيرة للمواقف العصيبة، الأمر الذي يدخل المريض في حلقة مفرغة من تناول الأطعمة غير الصحية".
وقام الباحثون بإطعام مجموعة من الفئران بطعام قليل الدهون لستة أسابيع، وقدموا طعاما غنيا بالدهون لمجموعة أخرى من الفئران، وذلك لتحليل الاختلاف في تأثير الطعام على سلوكيات الحيوانات. ثم اختبرت الباحثة تأثير العلاقة بين مكافأة الحيوانات بالطعام ونتائجهم السلوكية والعاطفية، وذلك باستخدام طرق عدة ثبت نجاحها علمياً. كما تم تحليل مخ فئران المعمل بكل من المجموعتين.
فوجد الباحثون أن المجموعة التي تغذت على طعام غني بالدهون أظهرت علامات على القلق مثل تجنب الأماكن المفتوحة، كما حدثت تغيرات فيزيائية في مخ هذه الفئران.
وهناك مادة كيمائية في المخ تعرف بالـ dopamine والتي تسمح للمخ بأن يكافئ الشخص بشعور طيب، الأمر الذي يحفز الناس على اتباع سلوكيات معينة. وهذه المادة يتم إنتاجها من خلال جزء يسمى CREB والذي يعمل على تنظيم نشاط الجينات التي تلعب دوراً في وظائف المخ، كما أنه يساهم في تكون الذاكرة.
وقد ثبت أن جزء CREB يتم تنشيطه بشكل كبير في مخ الفئران التي تغذت على الكثير من الدهون. كما أن نفس هذه الفئران سجلت زيادة في مستويات هرمون corticosterone الذي يرتبط بالشعور بالتوتر، وهذا يفسر الشعور بالاكتئاب والسلوك السلبي الذي يعانيه الشخص الذي يتناول طعاما غنيا بالدهون والسكر. والغريب حقاً أن هذه التغيرات تحدث قبل أن يصل الشخص لمرحلة البدانة.
وقد أشارت دراسة سابقة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والسكر المكرر يمكن أن يؤدي، ليس فقط للبدانة، بل أيضاً لحدوث تغيرات بمخ الشخص يجعله أكثر رغبة في تناول المزيد من الطعام.