كشفت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون من جامعة "نورث كارولينا" عن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بشكل أساسي، ويتغذون على حليب الأم، قد تقل فرص إصابتهم بفيروس الإيدز، ومرض نقص المناعة المكتسبة، وكما تقل فرص انتقال المرض من الأمهات إلى الأطفال من خلال حليب الرضاعة، وذلك بعد تجارب وأبحاث أجريت على الفئران.
وأشار الباحثون إلى أن فئران المعمل التي تم إدخال الفيروس إليها عن طريق الفم، بعد أن تم خلطه بحليب الأم، لم تُصَب بأي أذى، ولم ينتقل إليها مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، معزين ذلك إلى قدرة المكونات الطبيعية الموجودة بحليب الأم على قتل الفيروس.
وجاءت هذه النتائج في دراسة حديثة نشرت بدورية "PLoS Pathogens"، التي تصدرها المكتبة العامة للعلوم، وذلك على الموقع الإلكتروني للدورية فى الرابع عشر من شهر حزيران الجاري، وقام كل من المعهد الوطني للصحة والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بدعم هذه الأبحاث ماديا.
وتتميز نتائج تلك الأبحاث بالدقة الكبيرة، حيث حرص الباحثون أن تحمل فئران التجارب نفس خصائص الجهاز المناعي لجسم الإنسان، أو أن تكون مشابهة لها إلى حد كبير، حيث قاموا بإدخال بعض خلايا النخاع العظمي، والكبد، الخاصة بالإنسان داخل هذه الفئران، وهو ما جعل الجهاز المناعي الخاص بها يتعامل مع فيروس الإيدز بنفس الطريقة البشرية.
وأضاف الباحثون أن تلك النتائج مذهلة للغاية، وذلك لأنها تعني أن الأطفال الرضع المولودين لأمهات مصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة لن يصابوا بالإيذر من خلال الرضاعة، وتوقع الباحثون أن يتم اكتشاف أدوية جديدة لعلاج هذا المرض الفيروسي بعد إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب على الآلية التي يعمل بها حليب الأم والمكونات الطبيعية به.