بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فواكه الصيف تعزز مقاومة الجسم للأمراض
يتميز فصل الصيف الجاري للأسف عن فصول الصيف الماضية بانتشار وباء أنفلونزا الخنازير، وهو ما يدعونا إلى محاولة تعزيز مقاومة أجسامنا للأمراض فهي السبيل الوحيد المتاح حتى الآن لمقاومة المرض ومنع الإصابة به.
ولعل الغذاء الطبيعي وعلى رأسه الفواكه والخضراوات الطازجة من أهم هذه العناصر الفعالة، فهي تحتوي علي الفيتامينات والأملاح التي تزيد من مقاومة الجسم. وبعض منها تحتوي على مضادات حيوية طبيعية لم تستطع الجراثيم بأنواعها المختلفة مقاومتها. إضافة إلى أن فصل الصيف الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قاسية تؤثر في نشاط الجسم وأجهزته المختلفة، بحاجة إلى تناول فاكهة تناسب هذا الجو، وتلطف حرارته وتلبي احتياجات الجسم الغذائية من غير أن تسبب له سمنة أو مشكلات صحية كالغذاء الجاهز.
تحتوي فواكه الصيف على فيتامينات كثيرة. وعلى رأسها فيتامين (ج) الذي يكثر في فواكه الحمضيات. هذا الفيتامين النباتي يحمينا من الأمراض وما أحوجنا إليه الآن ليعزز مقاومتنا لأنفلونزا الخنازير، فكلما أكثرنا من تناول هذه الفواكه كلما كان رصيدنا أكبر للمقاومة.
وإضافة إلى الفواكه الحمضية، فإن الفراولة والأناناس هي أيضاً غنية بهذا الفيتامين. والفيتامين الثاني السائد في الفواكه الصيفية هو فيتامين (A) الموجود في شكل مجموعة من الكاروتين يسميه اختصاصيو التغذية «بروفيتامين A»؛ لأنه يتحول إلى «فيتامين A» في الجسم.
يفضل تناول ثمار الفاكهة على معدة خالية أي قبل تناول الطعام بنصف ساعة على الأقل لنغتنم فوائدها بأكبر قدر ممكن، وتشجع ثمرة الفاكهة التي تتناول مع الحلوى بسبب وجود الأحماض العضوية عملية التخمر بالمعدة، ولما كانت الثمرة آخر ما يهضم بعد الأغذية البروتينية، فإنها تتلف وتفقد قيمتها الغذائية الرئيسة. إن فيتامين (A) و(C) خصوصاً حساسان إزاء عملية الأكسدة، وينصح اختصاصيو التغذية بتناول الفواكه الحمضية أولاً في الصباح قبل الإفطار، ثم الفواكه نصف الحمضية فيما بعد، مثل الكشمشة وثمرة الكرز والفراولة ثم الفواكه المتعادلة اللاحمضية واللاقاعدية مثل البطيخ الفاتح للشهية.
الأملاح المعدنية والعناصر النادرة
تهدئ الفواكه الطازجة قلوبنا وشراييننا وكليتينا. إن الفواكه، على عكس الأطعمة الحيوانية، غنية بالبوتاسيوم وتفتقر إلى الصوديوم. إن البوتاسيوم مكون معدني لخلايانا حيث يلعب دوراً مهماً في انقباض العضلات، وفي النشاط الكهربائي لعضلة القلب. يميل الإنسان في فصل الصيف إلى تناول الأطعمة المملحة من جراء اتجاه الجسم إلى الجفاف، إضافة إلى زيادة مقدار البوتاسيوم بزيادة تناوله للفواكه. وتحتوي فواكه الصيف على أملاح معدنية مثل الكالسيوم الموجود بكمية كبيرة خصوصاً في الفواكه الحمراء والماغنسيوم.
الفواكه الحمضية أيضاً سلاح حقيقي في مقاومة الشيخوخة، حيث تقاوم خصوصاً المواد غير المستقرة التي يطلقها الضغط العصبي في الخلايا أو الجزيئات الحرة الشهيرة، فتصبح الأحماض العضوية للفواكه سكريات. ولما كانت هذه الأحماض مسؤولة عن طعمها الحمضي وعن مزاياها المتعلقة بالطعم عموماً، فإن مقدارها يقل عندما تنضج الثمرة. ومن ضمن أحماض الفواكه الرئيسة في فصل الصيف نذكر حمض السيتريك (في الخوخ والمشمش)، حمض التارتريك (في العنب والكرز)، الأسبرين أو حمض الساليسليك (العنب، الكرز والخوخ). قد تكون الفواكه قلوية أيضاً وتتعارض مع الأطعمة البروتينية التي أصبحت حمضية مثل اللحم والبيض والسمك، وربما يكون هذا هو السبب غير المعلوم الذي جمع بين الفواكه واللحم.
الألياف والماء
فواكه فصل الصيف عموماً غنية بالألياف، وتحتوي الفواكه الحمراء عليها خصوصاً، بنسبة تتراوح بين سبعة وثمانية غرامات في كل 100 غرام. ولا تقوم المعدة بعملية هضم هذه الألياف وتخرج شبه كاملة مع الفضلات وتقاوم الألياف الإمساك، وتلعب دوراً مهماً في الوقاية من سرطان القولون وحصى المرارة علاوة على أنها تسهم في انخفاض معدل الكولسترول.
******
دمتــم بصــحــه وسلآمــه
عـــــــــ كان هنا ومضى ــــــــزووز