تتراوح كمية الحديد الإجمالية في جسم المولود ما بين نصف إلى 1 جرام بينما تبلغ في البالغين ما بين 4.5 إلى 5 غرامات ويتم امتصاص الحديد في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة، ومن أهم العوامل التي تساعد على امتصاصه، زيادة حاجة الجسم له، حموضة المعدة، وتوفر فيتامين (سي) وعلى العكس هناك عوامل تقلل من امتصاصه وتتمثل في زيادة إفراز القلويات من البنكرياس، ووجود عنصر الفوسفات، وأي سبب آخر قد يؤدي إلى خلل في الأغشية المخاطية المبطنة لجدار الأمعاء الدقيقة والتي تؤدي إلى عرقلة عملية الامتصاص وأخيرا العمليات الجراحية للمعدة والأمعاء التي تقلل من مساحة سطح الامتصاص
إن الهيموجلوبين يشكل ثلثي حديد الجسم تقريبا لذلك يعتبر فقدان الدم عن طريق النزف وغيره من الأسباب أحد أهم الأسباب لفقدان الحديد حيث انه من المعروف أن كل واحد سم مكعب من الدم يحتوي على نصف مليغرام من الحديد بينما يحتوي كل واحد سم مكعب من كريات الدم الحمراء على واحد مليغرام من الحديد.
يدخل الحديد في تركيب الكثير من إنزيمات الجسم ولذلك فإن نقصه ينعكس على عمل هذه الإنزيمات وتعتبر الدورة الشهرية لدى النساء من أهم أسباب فقر الدم لنقص الحديد لديهن كما أن تناول بعض الأدوية كالبروفين والأسبرين بصورة مستمرة قد يؤدي إلى حدوث نزيف في القناة الهضمية كما هو الحال أيضا في الإصابات الشديدة حيث يكون هناك فقد كبير للدم مما يؤدي إلى الأنيميا.
ومن مسببات المرض أيضا عدم تناول الأطعمة الغنية بالحديد والتي تعتبر مصدرا رئيسيا للحصول عليه حيث يوجد الحديد بكثرة في اللحوم وبكمية أقل في الخضراوات.
غالبا ما تظهر أعراض فقر الدم بنقص الحديد في الأطفال ما بين الشهر التاسع إلى الشهر الرابع والعشرين من العمر ولعل من أهم أعراض وعلامات هذا المرض الشحوب والذي يكون ملاحظا في الحالات الشديدة من فقر الدم في الأغشية المخاطية لملتحمة العين وفي الشفاه، وفي راحة الكفين، أما إذا تقدم المرض فيكون الشحوب واضحا في جميع أنحاء الجلد وكثير من الناس المصابين بفقر الدم ليست لديهم أعراض أما البعض الآخر قد يشعرون بالإرهاق وصعوبة التنفس وضعف الشهية وفي حالات أقل قد يشعرون بالصداع والطنين في الأذن وتغيير في مذاق الأطعمة.
أما العلامات الأكثر وضوحا في الحالات الشديدة جدا والطويلة الأمد في نقص الحديد فتشمل تشكل تقصف الأظافر والتهاب اللسان.
تعتبر أملاح الحديد التي تعطى عن طريق الفم المفضلة في العلاج فهي غنية بالحديد وسهلة الامتصاص ورخيصة الثمن وقليلة الأعراض الجانبية بخلاف الإمساك وتغير مذاق الأطعمة. وتستمر فترة العلاج في الغالب لمدة ثلاثة اشهر يتم بعدها إجراء تقييم كامل للحالة.