وجد باحثون بالمعهد ا
لوطني الأميركي لعلوم الصحة البيئية التابع لمعهد الصحة القومية ارتباطا بين التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس وبين نشوء بعض أمراض المناعة الذاتية، خاصة لدى النساء، حسب بيان تلقته الجزيرة نت من معهد الصحة القومية.
وذكر الباحثون أن النساء اللاتي يتعرضن لمستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية، مع الإصابة بالالتهاب العضلي (myositis)، -وهو أحد متلازمات أمراض المناعة الذاتية- أكثر تعرضا للإصابة بمتلازمة الالتهاب العضلي الجلدي الذي يضعف العضلات ويسبب طفحا جلديا مميزا، بدلا من الالتهاب العضلي المتعدد، الذي لا يسبب طفحا جلديا.
ورغم أن الدراسة لم تظهر علاقة سببية مباشرة بين التعرض للأشعة فوق البنفسجية وهذا النوع من أمراض المناعة الذاتية بالتحديد، فإنها تؤكد ارتباط مستويات الأشعة فوق البنفسجية بتواتر متلازمة الالتهاب العضلي الجلدي، حسبما خلص إليه الباحثون في أبحاث سابقة.
وهذه الدراسة التي نشرت مؤخرا بدورية "التهاب المفاصل والروماتيزم" المتخصصة، هي أول دراسة تعثر على ارتباط محتمل بين الأشعة فوق البنفسجية وأمراض المناعة الذاتية للنساء.
فروق نوعية متأصلة
ويرى الباحثون أن النساء أكثر تعرضا من الرجال للإصابة بأنواع عديدة من أمراض المناعة الذاتية، لكن الأسباب وراء ذلك غير واضحة بالنسبة لهم حتى الآن.
"
في الوقت الذي تبقى فيه أسباب أمراض المناعة الذاتية مجهولة، يشتبه الخبراء في أنها تنشأ نتيجة التعرض لعوامل بيئية لدى أشخاص مهيئين وراثيا للإصابة، إضافة إلى الأشعة فوق البنفسجية من بين عوامل أخرى، حسب هذه الدراسة
"فقد وجدوا أن ارتباط التعرض للأشعة فوق البنفسجية بالالتهاب العضلي الجلدي قاصر على النساء دون الرجال، وربما يعود ذلك –حسب رأيهم- لفروق متأصلة بين الجنسين في الاستجابة للأشعة فوق البنفسجية، تلعب دورا في نشوء أمراض مناعية معينة.
وقد أظهر الباحثون أن إناث فئران المختبر أصيبت بالتهاب جلدي أكثر بعد تعرضها للأشعة فوق البنفسجية مقارنة بالذكور، وقد تكون هذه التأثيرات متصلة بالنتائج الجديدة المتعلقة بمتلازمة الالتهاب العضلي الجلدي.
وصممت الدراسة لتحديد هل هناك علاقة بين مستوى التعرض للأشعة فوق البنفسجية وبداية الإصابة بالمرض، وبين نوع الالتهاب العضلي ونوع الأجسام المضادة الذاتية الناتجة.
الأجسام المضادة الذاتية
تعاون الباحثون مع عدة مراكز لعلاج الالتهاب العضلي، حيث يعالج 380 مريضا مشخصا بالالتهابين العضلي الجلدي والعضلي المتعدد، لتحديد الأجسام المضادة الذاتية الناجمة عنهما. إذ المصابون بأمراض المناعة الذاتية يفرزون أجساما مضادة ذاتية متنوعة بحسب الحالة المرضية.
أحد الأجسام المضادة المرتبطة تحديدا بالالتهاب العضلي الجلدي يسمى (anti-Mi-2)، وتفيد الأبحاث السابقة أن الأشعة فوق البنفسجية تزيد مستويات بروتين (Mi-2)، الذي يقيد هذا الجسم المضاد.
وعلاوة على اكتشاف ارتباط مستوى الأشعة فوق البنفسجية بنسبة النساء اللاتي يصبن بالالتهاب العضلي الجلدي مقارنة بالالتهاب العضلي المتعدد، وجد الباحثون أيضا ارتباطا بين مستويات الأشعة فوق البنفسجية ونسبة النساء الحاملات للجسم المضاد (anti-Mi-2).
ويرى الباحثون ضرورة إجراء مزيد من البحث لفهم الصلات المحتملة بين الأشعة فوق البنفسجية ونشوء أمراض المناعة الذاتية لدى النساء.
وفي الوقت الذي تبقى فيه أسباب أمراض المناعة الذاتية مجهولة، يشتبه الخبراء في أنها تنشأ نتيجة التعرض لعوامل بيئية لدى أشخاص مهيئين وراثيا للإصابة، إضافة إلى الأشعة فوق البنفسجية من بين عوامل أخرى، حسب هذه الدراسة