بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المؤسف حقا أن يردد بعض الكتاب المسلمين والمنتسبين للعروبة كذب الغرب عندما يرجحون إكتشاف الدورة الدموية ل(هارفي الأنجليزي و سيرفيتوس الإسباني ) هذه الفرية التي ظلت سائدة لثلاثة قرون.على أن الحق لن يضيع ما دام أن هناك رجال يبحثون على الحقيقة.
الطالب المصري محيي الدين التطاوي الذي قدم مدينة فرايبورغ الألمانية لدراسة الطب .وأثناء متابعته مسيرة البحث إكتشف مخطوطة لإبن النفيس تثبت وبشكل قاطع لا يترك مجالا للشك. أنه المكتشف.
لقد تبين أن هارفي وسيرفيتوس اللذان إدعيا إكتشافهما للدورة الدموية بهتانا وزورا ليسا أصحاب حق، وقد ذهل حينها المستشرق الألماني (مايرهوف )الذي أبلغ زملاءه بصحة ما ذهب إليه الطالب التطاوي. وقد أدرج ثبوت الإدعاء في مقدمة كتاب تاريخ العلم ثم في كتاب (دائرة المعارف الإسلامية )الطبعة الثانية. وبذلك عاد الحق إلى صاحبه: إبن النفيس واكتشافه للدورة الدموية الصغرى كما أن مؤرخ الطب الفرنسي (بي ني ) وتلميذه الدكتور(عبد الكريم اشحادة ) ذكرا أن سيرفيتوس وهارفي إطلعا على ترجمة وثيقة إبن النفيس أفادا منها وتكلما عنها دون أن يشيرا إلى المصدر مما يبرهن على أن العلامة المسلم العربي إبن النفيس هو من توصل إلى الإكتشاف العظيم في تاريخ الإنسانية قبل هارفي بأربعمائة عام وقبل سارفيتوس بثلاثمائة عام
فمن هو إبن النفيس؟
هو أبو الحسن علاء الدين إبن أبي الحزم المعروف بأبن النفيس القرشي. طبيب مسلم عربي وفيلسوف وفقيه لغوي ، ولد عام 607 هــ في دمشق وتوفي بالقاهرة سنة 687هــ، ولقد نشأ في دمشق ودرس الطب على يد مهذب الدين الدخوار أشهر أطباء عصره وكذلك تتلمذ على عمران اليهودي وقد مارس الطب ببراعة وحرفية قل نظيرها وقد حضر القاهرة زمن الملك الكامل الأيوبي إذ كانت القاهرة حينها مركز العلم والفنون وبلد إشعاع فكري ،فمارس الطب هناك ، ثم إن السلطان بيبرس إختاره طبيبا خاصا له فأصبح بذلك عميدا للمستشفى المنصوري بل عميدا للأطباء في مصر، مع مزاولته تطبيب المرضى في دارة القاهرة والتي كان يقال عنها : لا مثيل لها ، بل إن هذه الدار بما فيها وقفها على البيمارستان المنصوري .
كان إبن النفيس رجلا طويل القامة نحيلها جم الذكاء واسع المعرفة متضلعا في مختلف العلوم مستقيما في كل الشؤون . لقد عاش قرابة ثمانين سنة قضاها في طاعة الله مؤديا أمانة دينه، حكيما في مزاولة مهنة الطب كما أنه عرف بطول البال ولين الجانب وقد عزف عن الزواج ليتفرغ للعلم وأهله ولقد كان باحثا من الطراز الممتاز. ألف في الطب كما ألف في علوم أخرى كالمنطق والفلسفة واللغة والبيان والحديث وكذلك في أصول الفقه وكان واثقا من نفسه متمكنا فيما يقول واضح العبارة سلس الأسلوب فهمه وقد كان ذو شجاعة أدبية مع حسن سيرة وطيب عشرة ،حاضر البديهة يغلب عليه الهدوء والإتزان . يروى أنه مرض في أواخر أيام عمره فوصف له النبيذ فرفض أخذه قائلا: لا ألقى الله وفي بطني شيء من الخمر.
إعتمد في طريقة علاجه للمرضى على تنظيم الغذاء على العقاقير والأدوية.
هذا غيض من فيض لهذا النابغة وكل ما همنا من الموضوع هو إنتحال الكثير من الإكتشافات ونسبتها لغير أصحابها ذوو الأحقية فيها خصوصا إذا كان المقصود العالم المسلم.
منقول للفائدة و للعلم