وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن منتجات التبغ تتسبب في وفاة 5.4 ملايين حالة سنوياً، وتتوقع زيادة عدد الحالات إلى10ملايين عند حلول عام 2025، حين ستكون70% من هذه الوفيات في الدول النامية.
وموضوع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لعام 2010 هو الجنس والتبغ، مع إيلاء اهتمام خاص لمسألة تسويق التبغ للنساء، وتغتنم منظمة الصحة العالمية فرصة الاحتفال بهذا اليوم من أجل استرعاء الانتباه بشكل خاص للآثار الضارة التي يخلّفها تسويق التبغ ودخان التبغ على النساء والفتيات.
وأقرّت جمعية الصحة العالمية الاحتفال بهذا اليوم في عام 1987 لجذب انتباه العالم إلى وباء التبغ وآثاره الفتاكة. ويتيح هذا اليوم فرصة سانحة لإبراز رسائل محدّدة ترمي إلى مكافحة التبغ، وتعزيز الامتثال لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
وحتى يستوعب الجميع خطر هذه العادة السيئة، تحدث لشبكة الاعلام العربية "محيط" الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، مؤكداً أن التدخين يغازل النساء، وذلك لأن إحصائيات اليوم تدل على أن هناك زيادة في معدل استهلاك التبغ بين المراهقات، خاصةً الأنواع الجديدة من التبغ، مثل لبان التبغ أو سجائر التبغ الملفوف بدون سلفر، وهذه الأنواع منتشرة حالياً بين المراهقات في أمريكا، مشيراً إلى أن20% حالياً من النساء على كوكب الأرض يدخن مع أنها كانت منذ عقدين لا تعدى هذه النسبة الـ5 %.
كما أوضح بدران أن تدخين الأم الحامل يؤدي إلى نقص الحيوانات المنوية عند أبنائها الذكور، كما يغير شفرات الجنين الوراثية "دي ان ايه"، مما يؤدي إلى اكتساب أمراض مزمنة جديدة على عالم الطفولة.
ويرى بدران أن التدخين يسبب مضاعفات شديدة على أنوثة المرأة مثل، الرائحة السيئة للفم ومشاكل الأسنان وفقد تذوق اللسان وظهور تجاعيد الجلد ويفاقم حب الشباب ونمو الشعر في أماكن، مثل الذقن واليدين والساقين وتغيير الصوت نحو الخشونة وزيادة آلم الدورة الشهرية والانقطاع المبكر للطمث وتأخر الحمل والعقم أحياناً، لأن نسبة الإخصاب تقل إلى 50%، نتيجة انخفاض اختزان البويضات، وكذلك أيضاً انخفاض عملية التبويض بسبب التأثير السمي المباشر للنيكوتين.
وفى أحدث الأبحاث العالمية تبين أن التدخين داخل الرحم بمعدل سيجاره كل يوم يتعرض لها الجنين، تخفض وزن المولود فيما بعد 20 جراماً.
ويتسبب التدخين في ثلث وفيات السرطان في فئة النساء، بل ويتسبب سرطان الرئة في عدد وفيات أكبر من سرطان الثدي بين النساء، وفي العام الماضي كان احتمال الحياة لمدة خمسة أعوام بين المصابات بسرطان الرئة 15% فقط.
انتحار جماعي
يدعو بدران بمحاربة التدخين وخاصةً السلبي منه، لأن العديد من الناس يعتقدون أن المدخن هو المتضرر الوحيد من تعاطي الدخان، إلا أن الأمر ليس كذلك، فالمدخن يضر أيضاً من حوله ويسبب لهم العديد من الأمراض بسبب هذه العادة السيئة التي تنتشر في الأماكن العامة وأماكن العمل.
وأشار بدران إلى أن 06 ألف مصري يموتون سنوياً من التبغ، بحسب اخر دراسة لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، اتضح أن التدخين السلبي ينتشر بنسبة مرتفعة في مصر،عن طريق الأماكن العامة مثل، المواصلات العامة: 80% يتعرضون للتدخين السلبي، باستثناء مترو الأنفاق، المنازل: 71% من المصريين يسمحون بالتدخين داخل منازلهم، المطاعم: 70% يتعرضون له فى المطاعم، أماكن عمل مختلفة: 61% من جميع العاملين، المنشآت الصحية: 49%.
وشدد على أنه من حق غير المدخن أن يحمي نفسه من آثار التدخين السلبي بالابتعاد عن المناطق التي يدخن فيها المدخنون ولفت إلى أن للتدخين السلبى أضراراً تصل إلى 80% لغير المدخن والذي لايدخن مطلقاً وأن المشكلة الكبرى تكمن فى وجود مدخن سلبي وسط مجموعة من المدخنين مما يؤدى إلى تعرضه لـ80% لسموم التبغ من كل مدخن بجواره وأن المشكلة الأكبر تكمن فى أن كل مدخن إيجابي يتواجد مع مدخنين آخرين يتعرض إلى 20% من أضرار تدخينه هو شخصياً و80% من سموم من يدخن حوله فيما يشبه ظاهرة الانتحار الجماعي.
أخطر من القنبلة الذرية
الدكتور مجدي بدران أوضح بدران أن التدخين أخطر من القنبلة الذرية، وذلك لأن عدد من يموتون بسبب أمراض التدخين سنوياً أكثر من عدد قتلى القنبلة الذرية على "هيروشيما" و"ناجازاكي" في الحرب العالمية الثانية الذين بلغ عددهم ربع مليون قتيل.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، اتضح أن مائتي ألف عامل غير مدخن يموتون سنوياً بسبب التدخين السلبي، داخل أماكن عملهم، و مائة ألف صيني يموتون سنوياً بسبب الإصابة بأمراض مرتبطة بالتدخين السلبي، بالإضافة إلى تعرض700 مليون طفل للتدخين السلبى سنوياً.
كما أكد بدران أن التدخين أخطر من الإيدز، فالإيدز يقتل 2 مليون من البشر سنوياً فى العالم، بينما التدخين يقتل 5.4 مليون سنوياً، كما أنه هو العنصر الأساسي للإصابة بسرطان الرئة الذي يقتل 3 كل دقيقه فى العالم.
وحذر بدران مرضى السكري من مخاطر التدخين، مؤكداً أنه يزيد ويعجل بمضاعفات خطيرة لهم مثل أمراض القلب والوفيات المبكرة 14 ضعفاً.
وأوضح بدران أن تدخين مريض السكري يهتك الأوعية الدموية مما يضعف الدورة الدموية فتقل كمية الأكسجين في الأنسجة وتتراكم السموم , وتزداد الإلتهابات وإحتمالات البتر، كما أنه يسبب زياده مضاعفات أمراض الكلى 12 مرة، كما أنه يقلل من فعالية العلاج خاصةً بالأنسولين.
يدمر المثانة
وما زالت أضراره مستمرة، فقد أكدت الأبحاث الطبية التي أجريت حول الآثار الضارة للتدخين على وظائف جسم الإنسان، أنه يزيد من احتمالات حدوث سرطان المثانة البولية لدى المدخنين بستة أضعاف.
وأشار بدران إلى أن التدخين يدمر المثانة وأن الغالبية العظمى من المدخنين يعرفون علاقته الأكيدة بسرطان الرئة ولكنهم لايعرفون أنه يسبب سرطان المثانة البولية والذي يعد رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال والثامن بين النساء على مستوى العالم.
وأوضح بدران أن البعض يعتقد أن المدخن عندما ينفث دخان السيجارة يذهب بعيدا ويتصاعد لأعلى ولكن الواقع الذى تم اكتشافه مؤخراًُ هو أن دخان السجائر يتغلل لأسفل فى جسم الإنسان ويهبط حتى يصل إلى المثانة والتي تمثل أحد الأجزاء الثلاثة المكونة للجهاز البولي فى جسم الإنسان "الكلى الحالب المثانة" والبعيدة كل البعد عن الهواء الملوث والممرات التنفسية، مضيفاً أنه بهذه المعلومة الجديدة ينضم التدخين إلى المسببات الرئيسية لسرطان المثانة مع الملوثات الصناعية والبلهارسيا بالإضافة إلى الإكثار من تناول اللحوم التى تزيد من فرص حدوث هذا المرض.
وأكد بدران أن الأعراض المبكرة لسرطان المثانة تتمثل فى وجود دم فى البول وألم وصعوبة عند التبول فيما تظهر أعرض أخرى فى الحالات المتقدمة من المرض ومنها نقص الوزن وفقدان الشهية وآلام فى مناطق أخرى من الجسم كالعظام أو المستقيم، مشيراً إلى أن تزايد احتمالات حدوث سرطان المثانة البولية تزداد مع زيادة كميات التبغ المستخدمة وزيادة سنوات التدخين.
كما أوضح أن المعرضين للتدخين السلبى فى طفولتهم هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة الضعف وأكثر من الكبار أنفسهم الذين يتعرضون للتدخين السلبي، وذلك لأن حساسية المثانة للتدخين أعلى بكثير عند الأطفال وأن الإناث اللاتي تعرضن للتدخين السلبى فى طفولتهن تزداد احتمالات إصابتهن بهذا المرض خمسة أضعاف إذا كانت أمهاتهن أصبن بسرطان الرئة، وذلك بسبب تعرضهن المبكر للتدخين داخل رحم الأم خلال فترة الحمل.
وأشار بدران إلى أنه من حق كل مدخن أن يتم تزويده فوراً بما يستجد من معلومات عن أخطار التدخين ربما يساعده ذلك بالإقلاع عن هذه العادة الضارة حيث أن التدخين أصبح مشكلة صحية عامة تتسبب فى وفاة 10% من البالغين سنوياً، بالإضافة إلى خسائر تبلغ 200 بليون دولار سنوياً وهى قيمة الرعاية الصحية لضحايا التبغ الذين يزيد عددهم فى العالم اليوم على 2ر1 مليار نسمة.
تاريخ التبغ
سنة 1492، رأى كريستوفر كولومبوس وبحارته التبغ وهو يُدخن لأول مرة في جزيرة "كوبا" ولكنه سُمي "توباكو" نسبةً إلى الأنابيب التي كان يُدخن بها في جزيرة "سانتو دومينجو"، ولكن الأوربيون أطلقوا الاسم على النبات نفسه.
وبعد ذلك توالت الاكتشافات الكثيرة المبرهنة على أضرار التدخين على الصحة، في سنة 1946 وبعد مراجعة 7000 مقال عن التدخين والصحة من قبل لجنة علمية متخصصة، أعلنت الحكومة الأمريكية القرار التاريخي للجراح العام أن "التدخين يشكل خطورة مهمة على الصحة تحتم إتخاذ إجراءات مناسبة لتصدي له".
المواد الموجودة في التبغ
أكد بدران أن التبغ يوجد به 5000 ماده كيماويه، مثل مكسبات الطعم، مواد حافظه، مضادات حشريه، مواد تساعد على استمرار الاشتعال، غاز "السيانيد" وهو أسرع السموم قتلاً، الفورمالديهيد وهى "الماده المستخدمه فى حفظ الجثث، الأمونيا وهى "الماده المستخدمه في تنظيف الحمامات، أكسيد الخارصين "سم الفار"، الأسيتون "الماده المستخدمه فى إزاله طلاء الأظافر"، البنزين، أول أكسيد الكربون، 30 معدن مثل، النيكل، الخارصين، الكادميوم، الكروميوم، الرصاص، الزئبق، وكل هذه المعادن مسرطنة.
أضرار التدخين في سطور:
- يضعف القدرة الجنسية.
- يسبب العمى.
- يبطئ من إلتئام الجروح.
- يؤدي إلى فقدان الأسنان.
- يضعف الذاكرة.
- يسبب السرطانات.
- يقلل من وصول الأكسجين إلى عضله القلب.
- يسبب زياد لزوجه الصفائح الدمويه فتزداد القابليه لتكوين الجلطات.
- يمهد الطريق لتصلب الشرايين.
- يشل المصاعد الهدبيه المخاطيه للجهاز التننفسي، وبالتالي يمهد الطريق لاستيطان الميكروبات التي لاتجد من يردعها.
- يحتجز المواد الغريبه داخل الرئه خاصةً مسببات الحساسيات.
خطوات بسيطة للإقلاع عن التدخين
في بحث يفيد الرجال والسيدات كثيراً في الإقلاع عن التدخين، قام مجموعة من الباحثين فى انجلترا بتقديم عشر خطوات، إذا التزم بها أى مدخن فانه سينجح فى التخلص من تلك العادة السيئة.. وتتلخص هذه الخطوات فى النقاط الاتية:
أولاً: حدد يوماً تبدأ فيه الاقلاع عن التدخين وقبلها بيوم حاول إزالة جميع طفايات السجائر والولاعات التي تستخدم عند التدخين.
ثانياً: لا تحاول شغل بالك بأنك ستقلع عن التدخين لأن ذلك قد يشعرك بأنك فقدت شيئاً، واذا طلب منك أحد سيجارة قل له أنا لا أدخن وعليك أن تفكر فى كم الفوائد التى ستكتسبها بعد ذلك.
ثالثاً: قم بزيارة لأحد المتخصصين فى مجال التنويم المغناطيسى، حتى يلهيك عن التدخين فى الأوقات التى ترغب فى التدخين فيها.
رابعاً: حاول تجربة العلاج بوخز الإبر الصينية، فقد ثبت أنها فعالة جداً فى القضاء على الرغبة الملحة فى التدخين.
خامساً: حاول التغلب على إدمانك لمادة النيكوتين عن طريق مضع بعض الحلوى وقطع اللبان واستخدام الرذاذ الأنفى الذى يعالج ويكافح الرغبة فى التدخين.
سادساً: لاتحاول التفكير فى التدخين فى أى وقت من الأوقات، وإذا شعرت بضعف أمام هذه الرغبة فعليك اللجوء فوراً لعمل أى شئ مثل ممارسة بعض النشاط الرياضى أو التنزه مع صديق، أو مشاهدة التليفزيون المهم أن تشغل نفسك بأى شئ أخر ينسيك التدخين.
سابعاً: حاول أن تضع النقود عائقا لك عن التدخين, فشراء علبة سجائر كل يوم سيكلفك فى نهاية الشهر مبلغاً مالياً كبيراً.
ثامناً: حاول تثقيف نفسك بقراءة بعض الكتب الإرشادية التى تبرز أهمية وفوائد الاقلاع عن التدخين.
تاسعاً: ممارسة التمارين الرياضية شئ مهم، لأنها تزيد من إفراز هرمون "أندروفينز" الذى يساعدك فى التخلص من إدمان النيكوتين.
عاشراً: حاول تهوية المنزل وفتح الشبابيك وتجنب مجالسة المدخنين.
وفي النهاية يوصي بدران بشرب الماء بكثرة وتناول فيتامين "سي" خلال الحمل لمنع التأثيرات السلبيه للتدخين على وظائف الرئه، خاصةً البرتقال واليوسفي والخضراوات الغير مطبوخه كالفلفل الأخضر والأحمر والأصفر و البروكلي.