بتـــــاريخ : 9/15/2011 8:09:10 AM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 829 0


    الحبوب المانعة للحمل قد تخلف الجلطات الوريدية العميقة !

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : همس الكون وعيونه | المصدر : forum.te3p.com

    كلمات مفتاحية  :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحبوب المانعة للحمل قد تخلّف الجلطات الوريدية العميقة !

    التأخر في اكتشافها أو إهمالها يفاقم من خطرها فتصل للقلب والرئتين فتكون قاتلة

    الحبوب المانعة للحمل قد تخلّف الجلطات الوريدية العميقة !


    الحبوب المانعة للحمل قد تكون السبب

    د.ياسر بن محمد البحيري
    مريضة في الثلاثينيات من العمر أتت إلى العيادة في نهاية الإسبوع وهي تشتكي من آلام في ساقيها بمنطقة ما تحت الركبة من الناحية الخلفية. هذه الآلام استمرت لبضعة أيام ولا يوجد تاريخ مرضي عن إصابة أو عن آلام مشابهة قبل ذلك. وقد ذكرت المريضة أنها راجعت الطبيب في أحد المستوصفات الخاصة وقام بصرف بعض الأدوية المسكنة لها بعد أن قام بإجراء أشعة سينية وطمأنها أن العظام بحالة سليمة. ولكن الأسف الشديد فإن المريضة استمرت بالمعاناة واستمرت آلامها وقد صاحب هذه الآلام في البداية انتفاخ وتورم في الساق. وعند معاينة المريضة اتضح أن لديها آلاماً عند الضغط على منطقة العضلات الخلفية للساق وهذه الآلام تزداد مع تحريك مشط القدم إلى الأعلى. كما اتضح كذلك أن لديها تورما بسيطا عند مقارنتها بالساق الثانية. وبأخذ تاريخ مفصل من المريضة يتضح أنها تتناول حبوب منع الحمل لبضعة أشهر. وكل هذه الدلائل بما فيها التاريخ المرضي والفحص السريري تجعلنا نفكر في حدوث جلطة وريدية لهذه المريضة وبالتالي فقد قمنا بإرسالها لعمل أشعة صوتية للأوردة (doppler ultrasound) في الساق التي تؤلمها بشكل عاجل وطارئ. وكانت النتيجة هي أنها تعاني من جلطة وريدية عميقة (deep vien thrombosis) تحتل معظم مساحة الوريد وتمتد من الساق الى أعلى الركبة وتسبب إنسدادا بالوريد. هذه الحالة التي ذكرتها لكم الآن تعتبر حالة طارئة وحرجة لأن هذه الجلطة قد تتحرك من ساق المريضة في أي لحظة وقد تنطلق هذه الجلطه عبر الدورة الدموية وتستقر في الرئة والتي تسبب ما يعرف بالجلطة الوريدية الرئوية (pulmonary embolism) وهي قد تكون قاتلة في كثير من الأحيان. وبالتالي فإن هذه المريضة قد تم إرشادها بأنها يجب أن تزور أي مستشفى بشكل طارئ لكي يتم فحصها وعلاجها من قبل طبيب أمراض الدم وذلك عن طريق البدء بأخذ الأدوية المسّيلة للدم التي تساعد على إذابة هذه الجلطة. والمغزى من القصة هو أن هذه الحالة قد تظهر على أنها بسيطة وهي في الواقع حالة خطرة وقد تكون قاتلة عندما يتم التغاضي عن تشخيصها أو عندما يتم تشخيصها والاكتفاء بإعطاء الأدوية المسكنة.
    ولكن بعد أن ذكرنا هذه القصة ماهي الجلطات الوريدية العميقة وماهي مسبباتها وكيف يمكن تلافيها وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها.
    الجلطات الوريدية ومسبباتها
    الأوعية الدموية تنقسم إلى أوردة وشرايين. الشرايين تكون سميكة وتدفق الدم فيها يكون سريعا وهي تنقل الدم من القلب إلى الأطراف أما الأوردة فهي تعود بالدم من الأطراف إلى القلب وهي ذات سماكة منخفضة وذات مرونة أقل من الشرايين وتدفق الدم خلالها يكون أبطأ من الشرايين وبالتالي فإن هذه الأوردة تكون عرضة لحدوث تخثر خلايا الدم الحمراء وتكتلها على شكل جلطات عند بعض الأشخاص. هذه الجلطة في حال حدوثها تقوم بالتجمع ثم تكبر داخل الوريد وتسبب انسدادا جزئيا أو كليا في الوريد. هذا الإنسداد يؤدي إلى خلل في الدورة الدموية وإلى عرقلة عودة الدم إلى القلب مما يؤدي إلى تجمعه في الطرف المصاب. وهذا بالضبط ما يحصل عندما تتورم الساق لأن تدفق الدم فيها يحصل عن طريق الشريان أما عودة الدم عن طريق الوريد فتكون معطلة جزئياً أو كلياً بسبب الجلطة مما يؤدي إلى التورم في الساق وبالتالي إلى حصول احتقان فيها واحتقان في عضلاتها وبالتالي إلى آلام يشعر بها المريض. وفي بعض الأحيان عندما يتم إهمال العلاج أو لا يتنبه المريض أو الطبيب إلى الحالة قد تنفصل هذه الجلطة من داخل الوريد وتسبح عبر الدورة الدموية ثم تعود للقلب والرئتين وتسبب ما يعرف بجلطة الرئة التي قد تكون قاتلة حسب حجم الكتلة المتخثرة من الدم . فإذا كانت الكتلة صغيرة فهي قد تسبب آلاما في الصدر وضيقا في النَفس . أما إذا كانت الكتلة كبيرة فإنها قد تسبب موتا مفاجئا لاسمح الله. ومن هنا تكمن خطورة هذا المرض الذي قد يكون قاتلاً في بعض الأحيان.
    أما بالنسبة للأسباب التي تسبب الجلطات الوريدية العميقة فهي كثيرة ولكن من أهمها ما يلي :
    1- استخدام الحبوب المانعة للحمل
    2- وجود بعض أمراض الدم التي تسبب زيادة في سرعة تخثر الدم.
    3- بعض الأمراض الروماتزمية وأمراض المناعة مثل مرض بهجت.
    4- نتيجة إصابات مباشرة للأطراف السفلى مثل كسور وحوادث وإصابات السير.
    5- في مرحلة ما بعد العمليات الجراحية بمختلف أنواعها.
    6- في المرضى الذين يبقون في الفراش لفترات طويلة مثل مرضى الكسور وبعض مرضى العمليات الكبيرة ومرضى الشلل لاسمح الله.
    7- بعض أمراض الدم الوراثية تجعل المرضى أكثر تعرضا ًللإصابة بالجلطات.
    8- حالات عدم الحركة لفترات طويلة كما يحصل عند السفر بالطائرة لساعات طويلة وخصوصاً عند كبار السن.





    آثار الجلطة الوريدية العميقة






    طريقة التشخيص
    التشخيص يعتمد على التاريخ المرضي الذي يعطيه المريض أو المريضة ويجب على الطبيب أن يكون ملماً بالمرض وبأعراضه وأن يكون لديه شك كبير لاحتمالية حدوث هذا المرض عند الأشخاص الذين تنطبق عليهم عوامل الخطورة التي ذكرناها سابقا. ولذلك فإن التاريخ المرضي مهم جداً بالاضافة إلى الفحص السريري الذي يبين وجود تورم في إحدى الساقين عند مقارنتها بالأخرى ووجود انتفاخ في الأصابع والقدم وكذلك عند الضغط على بطة الساق تزداد هذه الآلام عند القيام بتحريك مشط القدم. أما التحاليل المخبرية فهي ليست ذات قيمة عند تشخيص هذه الحالات. وبالنسبة للأشعة السينية كالتي تم طلبها من قبل الطبيب الذي باشر الحالة التي ذكرناها كمثال فإن هذه الأشعة عديمة الفائدة لأنها تبين حالة الهيكل العظمي وعظام الساق فقط. أما المنطقة المريضة وهي الأوردة فلا تظهر في هذه الأشعة. وعادةً ما يتم تأكيد التشخيص عن طريق الأشعة الصوتية للأوعية الدموية التي تبين بوضوح وجود الجلطة وحجمها ومكانها ومدى امتدادها. وفي معظم هذه الحالات عندما يقوم طبيب الأشعة برؤية هذه الجلطة ويعلم مدى خطورتها فإنه يتصل بالطبيب المعالج فوراً لإبلاغه بوجود هذه الجلطة ليقوم الطبيب المعالج بمباشرتها وأخذ الإجراءات اللازمة. وبعد مرحلة التشخيص قد يقوم الطبيب بطلب بعض فحوصات الدم التي ليس الهدف منها تشخيص الجلطة ولكن الهدف منها هو معرفة الدوافع والأسباب الكامنة وراء حدوث هذه الجلطة.




    جلطة وريدية عميقة





    طريقة العلاج
    بعد أن يتم تشخيص هذه الحالات يجب البدء فوراً في علاجها وذلك عن طريق إعطاء الأدوية المانعة للتخثر والمسَيلة للدم . والواقع ان هذه المقالة ليس الهدف منها التعريف بهذه الأدوية لأن ذلك يستغرق عدة مقالات ولكن يجب أن نذكر أن هناك الكثير من الأدوية التي يتم استخدامها وهي قد تعطيى بطريق الحقن تحت الجلد أو عن طريق الحقن بالوريد أو عن طريق تناولها بالفم. ولكل منها فوائدها وأضرارها المحتملة والغالبية العظمى منها فعَالة عندما يتم إعطاؤها تحت إشراف الطبيب المتخصص وبالجرعات المناسبة وعندما يتم التقيد بهذه الجرعات من قبل المريض.
    إذاً الخطوة الأولى هي إعطاء المريض هذه الأدوية المانعة للتجلط وتخثر الدم. بالإضافة إلى ذلك انه يتم الطلب من المريض أن يأخذ قسطاً من الراحة وأن يتجنب تحريك الساق المريضة لبضعة أيام لأن الحركة المفاجئة والعنيفة قد تؤدي إلى انفصال الجلطة من الوريد وانتشارها إلى القلب والرئة لا سمح الله ولذلك في معظم الحالات نطلب من المريض البقاء في البيت والراحة لبضعة أيام إلى أن تأخذ الأدوية مفعولها وتبدأ بإذابة الجلطة. أما في الحالات التي تكون الجلطة فيها كبيرة وقريبة من الأوردة الرئيسة وتكون خطورة إنجرافها مع الدورة الدموية نحو القلب والرئتين كبيراً فقد يتم عمل تدخل من قبل طبيب الأشعة الذي يقوم بإجراء قسطرة يتم من خلالها وضع فلتر في الوريد الرئيسي ليمنع وصول الجلطة إلى القلب والرئتين. وهذه الطريقة تستخدم عند المرضى الذين تكون لديهم جلطات ويحتاجون إلى عمليات جراحية طارئة لأننا نخاف أن تنفصل الجلطة من الوريد وتذهب إلى القلب عندما نقوم بعمل الجراحة وتخدير المريض ووضعه في الوضعية المناسبة. ولذلك فإن هذه الفلاتر يتم وضعها من قبل طبيب الأشعة قبل البدء بالجراحة ويتم إزالة معظمها بعد العملية الجراحية. وعادةً ما يحتاج هؤلاء المرضى إلى متابعة دقيقة من قبل أمراض الدم وقد تستمر فترة علاجهم بالأدوية المانعة للجلطات لعدة أشهر لكي نتأكد من عدم تكرار هذه الجلطة. وفي هذه المرحلة يتم أيضاً تقصي الحقائق لمعرفة الأسباب الكامنة وراء حدوث الجلطة ومحاولة منعها في المستقبل. وفي كثير من المرضى تبدأ الساق بالعودة إلى حجمها الطبيعي خلال بضعة أسابيع ولكن في بعضهم يستمر التورم لفترة أشهر .
    وصول الجلطة إلى القلب والرئة
    وهذه حالات خطيرة جداً وكما ذكرنا سابقاً قد تؤدي إلى الموت وإلى دخول المريض العناية المركزة لا سمح الله وعادةً ما يتم علاجها إذا كانت صغيرة أو إذا كانت حالة المريض مستقرة بإدخال المريض المستشفى وملاحظته بالعناية المركزة ملاحظة دقيقة مع اعطائه الأدوية المانعة للجلطات والأوكسجين والدعم اللازم. أما إذا كانت الجلطة كبيرة جداً فإنه قد يتم اللجوء إلى الإنعاش القلبي الرئوي ووضع أنبوب للتنفس حسب حالة المريض. والواقع أنه يجب ألا تصل الحالات إلى هذه المرحلة ويجب تشخيصها مبكرا حتى لا تصبح معقدة.
    النصائح والتوصيات
    الوقاية خير من العلاج وذلك بمحاولة تجنب العوامل التي تؤدي إلى حدوث هذه الجلطات. كما يجب تثقيف المرضى عن طريق الإعلام وعن طريق الأطباء حول الأعراض التي تصاحب الجلطات الوريدية العميقة لكي يقوم المريض أو المريضة بطلب المساعدة الطبية في حال شعر بهذه الأعراض. كما يجب تثقيف الأطباء العاملين في المستوصفات والأطباء العامين وطبيب العائلة عن أعراض هذه الجلطات لكي يتم تشخيصها مبكراً وتحويلها إلى المختصين لعلاجها. مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.

    لكم ودي وردي وحبي
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()