أخطاء بتشخيص ارتفاع ضغط الدم
نايس تقول أن وحدا من كل أربعة أشخاص مصاب برهاب الرداء الأبيض (غيتي)
عادة ما يتم تشخيص الارتفاع في ضغط الدم عن طريق طبيب ممارس عام يقيس ضغط الدم بواسطة الآلة المعروفة لهذا الغرض. ثم يتم استدعاء المريض لمزيد من القراءات لضغط دمه. جميع تلك القراءات، سواء الأولية منها أو ما يليها تتم دائما في المستشفى أو العيادة.
إلا أن مسودة جديدة من الدليل الذي تنشره عادة المؤسسة الوطنية للصحة والإتقان العلاجي المعروفة اختصارا باسم (نايس) تقول إن واحدا من كل أربعة أشخاص يواجه حالة من ارتفاع معدل نبض القلب عند الدخول إلى المستشفى والانتظار لدوره لمقابلة الطبيب.
الرداء الأبيض
يعرف هذا النوع من رد الفعل العصبي بـ"رهاب الرداء الأبيض" -رداء الأطباء والممرضين- في إشارة إلى عدم الارتياح والتوتر الذي يصيب بعض الناس من تواجدهم في المستشفيات والذي ينتج عنه ارتفاع معدل ضربات القلب، وبالتالي ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم، مما يؤدي إلى تشخيص كثير من الناس خطأ بأنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم المزمن.
ولمواجهة هذا الأمر، توصي نايس بأن لا يعتمد الأطباء فقط على القراءات التي يأخذونها في عياداتهم ومستشفياتهم. فيجب -بعد تقييم أولي- أن يطلب من المريض ارتداء جهاز قياس ضغط الدم المتنقل ومراقبة النتائج خلال ممارساته لحياته الطبيعية بعيدا عن جو المستشفى أو العيادة.
البروفيسور في جامعة ليستر، بريان وليامز -الذي قاد تطوير دليل الإرشادات الجديد- يقول "هذا النهج الجديد ليس من شأنه أن يرفع دقة التشخيص فحسب، ولكنه سيكون في نهاية المطاف سبيلا للتوفير في تكاليف خدمة الصحة الوطنية".
آثار جانبية
هناك 8.5 ملايين شخص مسجلين في بريطانيا على أنهم يعانون من ارتفاع مزمن في ضغط الدم. الناس الذين يعانون من هذه الحالة هم عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية ثلاث مرات أكثر من الأشخاص العاديين، ويواجهون خطر الموت بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بالذين لا يشكون من ارتفاع في ضغط بالدم.
تقوم عقاقير علاج ارتفاع ضغط الدم بخفض الضغط إلى مستويات متدنية، فإذا كان الشخص لا يعاني حقيقة من ارتفاع في ضغط الدم ويتناول تلك العقاقير فإن ضغط دمه سوف ينخفض إلى مستويات تهدد حياته، ويسبب له مشاكل في الكلى.
ونسبة إلى إحصائية نايس، فإن ذلك يعني احتمال وجود مليوني شخص في بريطانيا شخصوا خطأ على أنهم مرضى بارتفاع ضغط الدم المزمن، لأنهم ببساطة كانوا يعانون من رهاب الرداء الأبيض عندما تم فحص ضغط دمهم.
البروفيسور ويليامز قال إن الإرشادات الجديدة ستسمح للأطباء بالحصول على التشخيص الصحيح في كثير من الأحيان، لكنه حذر من أن العيادات والمستشفيات لن يكون فيها في البداية مخزونات كافية من أجهزة ضغط الدم المتنقلة.
نضال لأجل التغيير
جمعية ضغط الدم التي تناضل من أجل التغيير منذ سنوات عديدة رحبت بنشرة نايس الجديدة. وقال البروفيسور غاريث بيفيرس أحد أمناء الجمعية بأنه ينبغي أن يخصص دعم مالي لتنفيذ تلك التوصيات "لضمان مراقبة مستمرة متنقلة على نطاق واسع".
لكن الدكتورة كلير جيرادا رئيسة الكلية الملكية للأطباء العامين الممارسين تساءلت ما إن كان النهج الجديد سيوفر قراءات دقيقة.
قالت جيرادا "إذا كنا نسعى لعلاج مدى الحياة أو التعامل مع التشخيص غير المؤكد، فإن هذا الجهاز قد يكون مفيدا، ولكن بالنسبة لغالبية المرضى عادة ما نأخذ ثلاث قراءات على أي حال، قبل بدء العلاج".
وقال مسؤولون في نايس إن الدليل التوجيهي الجديد هو مسودة مطروحة للتشاور ومن شأنها "إحداث تغيير كبير في طريقة قياس ارتفاع ضغط الدم وتشخيصه وعلاجه في وقت لاحق".