بسم الله الرحمن الرحيم
في الصيف تتوق النفس إلى مشروب لذيذ يلطف الجسم في الحر الشديد، يلجأ كثيرون إلى المياه الغازية طمعا في إطفاء لهيب حرارة الجوف، لكنهم لا يحصلون مما يريدون إلا على متعة مؤقتة تزول بعد قليل، ويعود إلى الجوف لهيبه عندما يؤثر الحر على الجسم، فنشعر بالعطش مرة أخرى.
ويؤخذ على المياه الغازية أنها تضر الجسم أكثر مما تفيده، ومن أشد مخاطرها أنها تجعل الجسم يفقد عنصر الكالسيوم، مما يؤدي إلى هشاشة العظام. وهناك مشروبات طبيعية ترطب الجسم وتعطيه الإحساس بالانتعاش فترة طويلة، منها مشروب لا تخلو منه مصر، هو الخروب الذي نغفل عن فوائده العظيمة للجسم.
ولا تقتصر فوائد الخروب على الإحساس بالإنعاش، فهذا المشروب يفيد الجسم في جميع فصول العام، فمن خواصه أنه يضبط حركة الأمعاء، فيمنع الإسهال والإمساك في الوقت نفسه، ولأنه قلوي فإنه يعالج الحموضة ويمتص السموم من الأمعاء ويقضي على الجراثيم، ولأن الخروب به مادة صمغية فإنه يعالج قرحة المعدة والأمعاء عن طريق تغطيتها بهذه المادة الصمغية التي تشكل طبقة عازلة تعمل على التئامها، ويعمل الخروب على تخفيف السعال الحاد ويوسع الشعب التنفسية، وينشط وظائف الكلى، ويخلص الجسم من الماء الزائد، ويساعد المرأة المرضع في إدرار اللبن وزيادة قوته الغذائية، ويقلل حالات القيء، وينشط الدورة الدموية، ويقوي جهاز المناعة.
وقد أجرت الدكتورة منال حسن الأستاذ في قسم الكيمياء بالمركز القومي للبحوث تجارب على الخروب أثبتت قدرته على خفض نسبة السكري في الدم وخفض نسبة الكوليسترول.
ويمكن إعداد مشرب من مسحوق الخروب بغليه عدة دقائق على نار هادئة، ويتم تصفيته ويشرب باردا، ويمكن إضافة ماء الورد إليه، كما يمكن مضغ أجزاء من قرون الخروب بعد نزع البذور منها للاستماع بطعمها اللذيذ. وفي لبنان يصنعون منتجا يعرف باسم "دِبس الخروب" أي عسل الخروب، وهو شراب لذيذ يؤكد اللبنانيون أنه يمدهم بالطاقة ويعالج الإمساك والمشكلات النفسية والجسدية مثل الضغط النفسي والكآبة والتعب والكسل.
من العناصر التي يحتوي عليها الخروب: البروتين وفيتامينات أ، ب1، ب2، ب3، د، ومعادن منها: البوتاسيوم والكالسيوم والحديد والفسفور والمنجنيز والنحاس والنيكل والمغنيسيوم.