دبي - العربية نت
قالت مصادر مصرية إنه تم رصد وصول رمزي موافي طبيب زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، إلى منطقة تقع جنوب مدينة العريش بعدة كيلومترات وأنه يقود تدريبات الجماعات المسلحة التي هاجمت قسم ثاني العريش قبل أسبوعين وأوقعت عدداً من القتلى.
ووزّعت هذه الجماعات التي شُوهدت تحمل رايات سوداء بعد الهجوم بيانات عن اتجاهها لإقامة إمارة إسلامية في سيناء.
وقالت صحيفة "المصري اليوم"، الثلاثاء، إن موافي الهارب من السجون، في أحداث الانفلات الأمني خلال مارس/آذار الماضي قاد تدريبات عسكرية لمجموعة من المسلحين بلغت حوالي ٤٠ مسلحاً تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٤٠ عاماً.
سيارت تحمل مدافع مضادة للطائرات
وذكرت المصادر أن تلك التدريبات كانت تحميها ١٣ سيارة رباعية الدفع، خمس منها كانت تحمل مدافع "م.ط" المضادة للطائرات، فضلاً عن حوالي ١٥ مسلحاً آخرين احتلوا تبة عالية بجوار مكان التدريب وتولوا حراسته وكانوا مزودين بمناظير عسكرية وأسلحة سريعة الطلقات حسب رواية شاهد عيان.
وكان الرائد ياسر عطية من الأمن المركزي المصري قال في وقت سابق إن "موافي، الذي يلقبه رفاقه من الجهاديين بـ(الكيماوي)، فر من سجن شديد الحراسة في القاهرة في 30 يناير/كانون الثاني حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد".
وأضاف أن "التحقيقات كشفت عن معلومات مزعجة، القاعدة تمول وتجند خلايا في سيناء، من بينهم أعضاء من (التكفير والهجرة) وفلسطينيون من حركة (جيش الإسلام)".
وفرّ موافي، الموقوف في مصر منذ أربعة أعوام،من سجن وادي النطرون ضمن حالات الهروب التي نتجت عن اقتحام المعتقل وفرار السجناء السياسيين والجنائيين منه، أثناء أحداث ثورة يناير/كانون الأول الماضي واختفى أثره من ذلك الوقت.
ويعتبر موافي (59 عاماً) أحد أقرب مساعدي زعيم القاعدة وطبيبه الخاص، المسؤول الأول عن تصنيع الأسلحة الكيماوية في التنظيم.
ونسبت مصادر إعلامية للواء في الاستخبارات المصرية للشبكة أن موافي ظهر في منطقة العريش وأجرى اتصالات بعدد من "الإرهابيين" من عناصر التكفير والهجرة المصرية، وجيش الإسلام الفلسطيني.
إلا أن مصدراً أمنياً رفيع المستوى نفى وجود طبيب بن لادن في سيناء، مؤكداً أنه لم يتم رصده أمنياً بأي شكل من الأشكال، وأضاف: من غير المنطقي أن يظهر أحد أهم المطلوبين أمنياً في منطقة توتر مثل سيناء، معتبراً الحديث عن وجوده في سيناء من قبيل الشائعات التي ربما وراءها إسرائيل لإشاعة البلبلة.
واعترف المصدر بوجود عدة مواقع لتدريب الجماعات المتشددة والمسلحة بين سيناء وغزة، مؤكداً أنها كانت مرصودة بالنسبة للأمن وبلغت أعدادها حوالى ٧ معسكرات رئيسة في أماكن متفرقة من سيناء، هذا غير تحديد ورصد عدة أماكن لعقد اجتماعات تلك الجماعات.
وكشفت مصادر أمنية عن قرب إلقاء القبض على مجموعات كبيرة من العناصر المتطرفة بعدما تم تحديد ورصد قياداتها العلنية أو المختفية تحت الأرض، خاصة القيادات الموجودة خارج سيناء حالياً.
عناصر من غزة ووادي النيل
وتحدثت عن تفاصيل مهمة حول العناصر الخارجية المشاركة في تلك الأحداث، مؤكدة أنه تم رصد تغير مهم في أسلوب عمل تلك الجماعات الجهادية في سيناء وذلك بعد وصول عدد من العناصر الخارجية إلى المنطقة من غزة، فضلاً عن تغيير جذري في أسلوب عملها بعدما قبلت لأول مرة التعامل مع عناصر من غير البادية من وادي النيل.
وكان عمل تلك الجماعات في الماضي يعتمد على قدراتها الداخلية وعناصرها، سواء من سيناء أو من غزة، إلا أنه تم رصد وصول أعداد كبيرة من العناصر الجهادية النائمة من مختلف محافظات مصر، قدرتها بعض المصادر بالمئات بناء على تعميم وتكليف صدر في مارس/آذار الماضي لتلك الجماعات بالتوجه إلى سيناء من أجل إعلان إمارة إسلامية فيها.
وكانت مصادر محلية قد أكدت وصول تلك العناصر المسلحة إلى سيناء مصطحبين أسرهم، وأن تلك العائلات مازالت موجودة مع المسلحين في أماكن اختفائهم.
وقلل مصدر أمني رفيع المستوى من خطورة وكثافة أعداد المسلحين القادمين من وادي النيل، معتبراً أنه تم اكتشاف وضعهم خلال العمليات الأمنية، وأضاف: وجودهم لم يكن مفاجأة لنا فقد كانت هناك معلومات بشكل ما عن هذا التعميم.
واعتبر المصدر أنه لا توجد أرقام دقيقة حول أعداء هؤلاء المسلحين القادمين من مختلف محافظات مصر، وأن مدينة العريش مدينة مفتوحة وسياحية ومن الطبيعي وجود غرباء ومصطافين بها وليس من السهولة الآن رصد أعداد هؤلاء المسلحين، ولكن المؤكد أن الأعداد قليلة.