من حقنا أن نترحم على الحال المزرية التي بلغتها كرة القدم العالمية.. ليس بأدائها أو قيمتها المهارية.. بل مما يصدر عن مسيريها أو ينسب إليهم.
الآن كرة العالم تقف إزاء حرب قذرة.. ليس إلا أن بن همام قد رشح نفسه لرئاسة الفيفا.. ليسقط الأمر في يد العجوز بلاتر.. ليسن سكاكينه.. بدءا من التصاريح التافهة التي يصدرها وتحمل عبارات العدائية والضدية.. وكأننا إزاء منظمة كروية يملكها ويمنع الاقتراب منها.. وليت الأمر وقف عند ذلك.. فتشويه صورة بن همام يكون أشد وطأة إذا مس الأمر وطنه قطر.. ولا بأس من استخدام أولئك المشوهين التلفيق والتدليس.. حتى لو أفضى إلى التدليس بأن بلدا سينظم كأس العالم يحجر على الصحافيين ويمنعهم من تأدية واجباتهم.. لكن نحمد الله أن بيانا حكوميا قطريا كذب ذلك.. وإن كان العالم لا يحتاج إلى التكذيب لأن صحافيين ينتمون إلى جنسية السويسري بلاتر هم المعنيون!!.. لكن وقع المؤامرة واضح وملموس والغثاء في التصريح والاتهام ظاهر.. فعبثية الخاسر الذي يدرك مدى قوة منافسه ليس أمامه إلا مجابهته بالصوت عل وعسى أن يظفر ببعض تعاطف من جراء تشويه السمعة التي دأب على فعلها.
أقول.. حق لنا أن نترحم بعد الغثاء الذي أطبق على بلاتر وجوقته.. حتى بات يتخبط لا يعي ما يفعله وهو يشاهد تزايد المؤيدين لبن همام.. حتى إن الأوروبيين أنفسهم انقسموا على العجوز من فرط ما علموا عنه من سوء تدبير لمؤسستهم الكروية الكبرى. لن نوغل في التذكير لأن الجميع اطلع وشاهد.. لكن حق لنا أن نتساءل ومعنا الآخرون.. لماذا إقحام قطر في إشكاليات انتخابية.. أوليس في ذلك سذاجة وقلة حيلة..
نقول لبلاتر إن ما شاهدناه من قيادة الفيفا جعلنا نترحم مرارا وتكرارا لأنها نماذج لم تعد بتلك القيمة التي يتمناها العالم.. وحقيقة بعد الاتهامات الكثيرة التي طالت المنظمة الكروية الكبرى من فساد وتلاعب.. جدير أن تتغير هيكلتها البشرية.. وجدير أن يختار العالم من يحفظ لكرته هيبتها وسمعتها.. أما أن يخرج علينا السيد بلاتر ليتحدث عن عالم كروي لا يستوعبه إلا هو فقط.. دفعنا وبكل ثقة أن نقول له إن صراعك مع المرشح الآسيوي صاحب الدعم العالمي الأكبر هو كالصراع مع طواحين الهواء.. ولذا وفر عقيرتك التي لم تنفك ترتفع بالشكوى حينا وبالكيد أحيانا أخرى.
قبل أن أختم ثمة سؤال مطروح لوزراء الشباب والرياضة الموجودين هناك في المغرب.. أليس جديرا أن يطرح مشروع دعم المرشح العربي الآسيوي بن همام على طاولة النقاش.. ويا حسرتنا فمن فرط تفاؤلنا كنا نتوقع أن يكون أحد العناوين الرئيسية للاجتماع لبحث كيفية نيل إجماع عربي أفريقي آسيوي لدعم بن همام.. لكن هيهات ومسؤولونا مشغولون بجوانب تقل في أهميتها عن ما سيحدث يوليو المقبل.. بل يكفيهم تراجعا.. أن يعلن جمع من الآسيويين عن تأييدهم المطلق لبن همام.. ويؤكد أوروبيون أنهم بصدد فعل ذلك.. أما العرب وهم يجتمعون في مراكش.. فلم نسمع شيئا!؟