ضغط رهيب يتعرض له المترشح القطري لرئاسة الفيفا، بن همام، من قبل اللوبي الأوروبي الأمريكي، وذلك بغرض دفعه لسحب ملف الترشح، قبل جولة الانتخابات المبرمجة مطلع يونيوالمقبل.
الحملة المسعورة التي قادها الانجليز بمساعدة بقية الأوروبيين ضد المترشح العربي، أخذت أبعادا كبيرة، إلى درجة أن رئيس الفيفا أصبح يلوح إلى إمكانية نزع شرف تنظيم مونديال 2022 من قطر، وتحويل المونديال إلى أستراليا، وهو تهديد صريح لبن همام كي يسحب ترشحه، ويفسح الطريق لبلاتر كي ينهي مشواره في الفيفا بعهدة أخيرة.
كلام كثير قيل عن قوة المال في اتخاذ قرار تنظيم مونديال 2022 ومن قبله، وأخرج الأوروبيون أسطواناتهم المعروفة باتهام العرب بتقديم رشاوى لأعضاء الفيفا كي يصوتوا على الملف القطري وكل شيء مر بسلام، ودعم بلاتر نفسه الملف القطري، وبرر أشياء عديدة في الملف، لكنه هذه المرة انقلب رأسا على عقب ضد القطريين، بعدما أخرج حاسوبه، ووجد بأن بن همام قادر على جمع نصف أصوات الفيفا في الجمعية العامة الانتخابية القادمة، فأحس السويسري بالخطر القادم من شبه الجزيرة العربية، وانضم إلى المناهضين للملف العربي، فتارة يهدد أكبر مساند لقطر، ونعني بهم الأعضاء الأفارقة، وتارة يستنجد بالأوروبيين والأمريكان لفرض توازن جديد يضمن له ثلثي الأصوات.
والغريب في أمر بلاتر، الذي فجرت في عهدتيه السابقتين عدة ملفات تخص الرشوة، أن العقيد السويسري كان دوما يحاول طمس الملفات التي تخص هيئته، سواء فيما يخص قضية حقوق البث التلفزيوني، أو شرف تنظيم الدورات العالمية وعقود الإشهار وتذاكر المونديال وغيرها، فبلاتر يعلم جيدا بأن ما يحدث في الكواليس بواسطة الأغلفة المالية من الممارسات السائدة في الفيفا أو اللجنة الأولمبية، لكنه لم ينساق وراء الحملات المناهضة للفائزين بشرف تنظيم المونديال سوى في هذه المرة، عندما تعلق الأمر ببن همام العربي، لأن عدة لوبيات مالية وسياسية تخشى أن يستحوذ العرب على أكبر منظمة عالمية غير حكومية، ويصبح للعرب صيت أكبر من صيت الأمم المتحدة.
تخوف بلاتر من تضييع كرسي رئاسة الفيفا، هو تخوف أعداء العرب من الغول القطري، الذي يحاول فرض وجوده دوليا، ودون شك صراع بن همام وبلاتر سيخلف إفرزات كثيرة بعد شهر يونيو.