بتـــــاريخ : 7/19/2011 6:24:12 PM
الفــــــــئة
  • الرياضيـــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1091 0


    لجاننا الفنية والتقليعة التانغولية

    الناقل : The Princess | العمر :30 | الكاتب الأصلى : علي النعيمي | المصدر : www.kooora.com

    كلمات مفتاحية  :

    ولعمري أنها ذات الجينات التي جمعتنا بهم ،انتقلت إليهم من منطقتنا العربية قبل قرون، لتمتزج بعرقهم الطلياني المنحدر من تلك الملايين التي هاجرت إلى هناك، ليستقر المطاف بهم في بلاد"الاباشي"فمنحونا

    جيلاً ساحراً زاوج ما بين الجمال والفن المؤطر بإبداع التانغو الكروي..فلا غرابة أن لمسنا في كلامهم ردود أفعال حامية مقرونة بانفعال ٍعفوي أو الركون أحياناً إلى نظرية المؤامرة وخير دليل ،ها هو أسطورة الكرة

    العالمية "مارادونا "يعود إلينا من جديد مندداً بقرار إبعاده من مهمة تدريب منتخب بلاده متهماً معلمه السابق "كارلوس بيلاردو" علناً بأنه قدم رقبته قرباناً على منحر الإقصاء والتنصل من مسؤولية خروج الأرجنتين

    الحزين من مونديال 2010، ولم يكتف مارادونا بذلك حتى عاد مؤخراً واتهم بيلاردو بأنه دبر ضده مؤامرة حاكها له بدهاء في جنح ظلام "بيونس ايرس الساحر"عندما أعطى موافقته بصفته عضواً في هذه اللجنة

    الفنية على تعيين زميله السابق المدرب "باتيستا" لتولي مهمة تدريب الكتيبة التانغولية قبل شهرين ويبدو ان أسطورتنا قد نسي بأن بيلاردو مازال احد صقور اتحاد بلاده لكنه عضواً مؤثراً في لجنتها الفنية وهو ذاته

    الذي اقنع رئيس الاتحاد الأرجنتيني"خوليو غروندونا " قبل سنة وطلب منه أن يوافق على تولي مارادونا منصب مدرب المنتخب!!.

    لقد كشف لنا هذا "الخلاف التانغولي" عن حقيقة الآليات المتبعة في اتحادات الدول والأندية العالمية في إدارة شؤونها الفنية وأن لديهم لجاناً فنية مختصة تخطط لهم لعدة سنوات وتضع برامجها التطويرية وفق سياقات

    خاصة تتعلق بأساليب لعب الفرق وتكتيكات المنتخبات، من مهامها أيضا أن تضع لفرقها هوية خاصة بحيث تضفي بصمة معينة على اللعب لدرجة الخصوصية والتي دائما ما تخضع إلى نقاشات ودراسات مستفيضة..

    فكارلوس بيلاردو نظّر كثيراً منذ عام 1986 لمفهوم" ثلاثيات الهجوم المتعاقب" وخماسي خط الوسط ذو نزعة هجومية مع اللعب "بثلاث مدافعين" أما الرابع فأنه يعود حسب مكان وخطورة الهجمة، أما الهولندي

    يوهان كرويف فقد كشف مؤخراً في مقابلة أجرتها معه القناة الرابعة السويدية بأنه وضع عبر لجنته الفنية منذ سنة 1996 فلسفة لعب ممتعة لنادي برشلونة لا علاقة لها بغوارديولا او أي مدرب أخر قائمة على "الجهد

    البدني العالي الموظف على مهارات اللاعبين وتطبيقها بشكل جماعي".مع حيازة مطلقة للكرة في امتلاك خط الوسط وحصر اللعب في ملعب الخصم بواسطة لعب الدفاع المتقدم(ضغط هائل) وتدوير الكرة بشكل سريع

    لإجهاد الخصوم، والسير فيرغسون وضع برفقة مساعده الفني في نادي مانشستر يوناتيد فلسفة خاصة بدأت منذ عام 1992 تختزل بأسلوب مثلثات لعب تتقاطع مع حركة اللاعبين وبشكل متواصل ثم انتقال لاعبين من

    المحور وسط الملعب إلى الأطراف بهجوم رباعي مكون من جناحين مهاجمين يتقاطعون في منطقة جزاء

    الخصم وبشكل خرافي وسرعة تغيير مذهلة..وغيرها من الفلسفات الكروية الأخرى التي تحرص اللجان الفنية في الأندية العالمية على الإبقاء عليها من أجل الخصوصية والتمييز.

    لكن دعونا نتأمل ذلك قليلاً، هل نمتلك حقاً لتلك اللجان بكامل أطقمها وعدتها وعددها؟ والتي من خلالها نسعى إلى تقييم أساليب لعب أنديتنا في الدوري والمنتخب مع اقترانها بفكر كروي محدد وهل هي بالفعل قادرة على

    خلق هوية خاصة بنا قد تميزنا عن الآخر؟ وهل يمتلك اللاعب السابق المدرب الحالي أجندات تطوير محترفة تبدأ وتتكامل على شكل مراحل تصاعدية وتسعى إلى تقييم ونقد شكل الأداء ومضمونه تجتهد الرأي في تحليل

    الموقف عند الإخفاق ؟بحيث تجعلنا نتجرأ على وصف هذا النادي أو ذاك المنتخب بأنه صاحب ميزة تكتيكية معينة !؟

    قطعاً ان هكذا موضوع يتطلب منا فسحة تأملية غارقة لفهم أبعاد اللجان ودورها العملي بيد أن معظم تجاربنا الحالية دللت باليقين القاطع على خواء أجندات اتحاداتنا من اللجان الفنية الفعالة ،فما أن تزعم احدهم سدتها

    وهو(مدرب سابق) حتى زاح جانبا ًبمجدافه نحو نهر التدريب الجارف مرة أخرى، ليبدأ بعدها بسلسلة من

    الانتقادات وبمسلسل الإطاحة بالمدربين الآخرين... ولا نتعجب أن استصدر قراراً يجيز لنفسه شغل منصب مدرب المنتخب او النادي بصفته"مدرب طوارئ "

    بل ان مرارة واقعنا أشارت باستحياء وبخجل شديدين بأن هناك من جعل من مهمة تدريب المنتخبات الوطنية كالحدائق الخلفية المغرية لتلك اللجان، فأن لم يروق لأحدهم العمل فيها رمى بربطة عنقه الزاهية "وبدلته

    الراقية"على سطح مكتبه ليعتمر بعدها قبعة التدريب مرتدياً ملابسه الرياضية وكأن لسان حاله يقول لنا

    "دعوكم رجاءً من هذه السفسطة الاستعراضية المغالية" فأنا مدرب وخلقت لهذه المهمة ولا أصلح لغير ذلك تلك هويتي إلى ان أموت..!

    فشتان ما بين عقول "بيلاردو""كرويف""فيرغسون"المتحركة ...وبين عقول لجاننا الفنية وأفكارنا الساكنة.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()