عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة رضي الله عنها قالت : فتكلمت أنا ، فقال : ( أما ترضين أن تكوني زوجتي بالدنيا والآخرة قالت : بلى ... قال : فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة ) أخرجه أبو حاتم .. عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قلت من الرجال ؟ قال : أبوها قلت : ثم من ؟ قال : عمر )أخرجه الشيخان وأحمد والترمذي وقال حديث حسن .. وفي الحديث عندما ذهبت فاطمة رضي الله عنها تكلم النبي صلى الله عليه وسلم في عائشة رضي الله عنها قال لها : ( إنها حبة أبيك ورب الكعبة ) ..
وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( أرسل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها إلى رسول الله فاستأذنت عليه وهو مضجع في مرطي فأذن لها فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة تقول عائشة وأنا ساكتة – قالت : فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بنية ألست تحبين ما أحب ؟ قالت بلى قال : فأحبي هذه ، فقالت : فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله فخرجت إلى أزواج النبي فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها ، فقلن ما نراك أغنيت عنا من شيء فأرجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له : نسائك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة : والله لا أكلمه فيها أبدا )
لقد كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة رضي الله عنها فقالت عائشة رضي الله عنها : ( فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة رضي الله عنها فقالوا يا أم سلمة إن الناس يتحرون بهدياهم يوم عائشة رضي الله عنها وإنا نريد الخير كما تريد عائشة فمري رسول الله أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان ، قالت : فذكرت ذلك أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت – أي أم سلمة – فأعرض عني ، فلما عاد إلي ذكرت له فأعرض عني ، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال : ( يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها ) ..
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه : ( أين أنا غدا ) يريد يوم عائشة رضي الله عنها فأذن له أزواجه أن يكون حيث أحب فكان في بيت عائشة حتى مات عندها صلى الله عليه وسلم قالت عائشة : ) فمات صلى الله عليه وسلم اليوم الذي كان يدور علي فيه فقد قبضه الله وإن رأسه بين سحري ونحري وخالط ريقه ريقي ) ..
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، فدخل عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما ومعه سواك رطب ، فنظر إليه ، فظننت أن له به حاجة ، فأخذته فقضمته ومضغته وطيبته ، ثم دفعته إليه ، فاستن كأحسن ما رأيته مستنا ، فقد ذهب ريقه فسط من يده ، فأخذت أدعو بدعاء كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض ، فلم يدع به في مرضه ذلك ، فرفع بصره إلى السماء فقال : الرفيق الأعلى الرفيق الأعلى ففاضت نفسه صلى الله عليه وسلم الحمدلله الذي جمع ريقي وريقه في آخر يوم في الدنيا ) ..