وهذه هي الإجابة عليه: ـ
الحكمة أن الله حرم دم المسلم وتوعَّد عليه بوعيد شديد كما في قوله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا وثبت في الحديث أن أول ما يُقضى فيه بين الناس يوم القيامة في الدماء، ويدخل في ذلك قتل الإنسان نفسه فإنها ملك لله وليس له أن يتصرف فيها بما يضرها وقد ركَّب الله في الطباع محبة الإنسان لنفسه، فإذا وجد من يخالف ذلك دل على أنه خارج عن الطبع والشرع، وقد وردت الأحاديث في النهي عن الانتحار كقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: من وجأ نفسه بحديدة فقتل نفسه؛ فحديدته في يده يجأ بها نفسه في نار جهنم خالدًا مُخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسَّى سُمَّا فقتل نفسه فسُمّه في يده يتحسَّاه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردَّى من شاهق فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مُخلدًا فيها أبدًا.. وذكر النبى صلى الله عليه وسلم- بعض من قاتل معه أنه من أهل النار مع أنه قاتل قتالا شديدًا فأصابته جراحه فقتل نفسه، ولا يدخل في ذلك إذا تقدم للعدو ودخل بين الصفوف وتعرض للقتل إذا كان قصده إنهاك قوة العدو وإيقاع النكاية بهم، فقد كان أحد المسلمين يدخل في صفوف الأعداء وهو يعلم أنهم سيقتلونه لا شك، وأدلة تحريم الانتحار كثيرة معلومة.