|
حكم وقف المسلم إذا ارتد
الناقل :
heba
| العمر :43
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد المجيد سليم
| المصدر :
www.dar-alifta.org
من سيدة تدعي.............. بنت...............إسرائيلية إيطالية لا تعرف اللغة العربية ، ثم بتاريخ 14 أبريل سنة 1932 أسلمت ، ثم بعد إسلامها وقفت وقفاً أهلياً علي نفسها أيام حياتها ثم من بعدها علي أشخاص عينتهم عنها ثم رجعت عن دين الإسلام بتاريخ 8 مارس 1933 فهل والحال ما ذكر يبقي وقفها كما هو أو يبطل وتتصرف فيه تصرف الملاك في أملاكهم ؟ |
|
|
الـجـــواب
فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم |
|
اطلعنا علي هذا السؤال ونفيد : بأنه قد ذهب الخصاف إلي أن المسلم إذا وقف وقفاً حال إسلامه ثم ارتد والعياذ بالله عن الإسلام بطل وقفه بالارتداد ، وقد تبعه في ذلك كثير ممن جاء بعده ، وقد اعترضه شارح الرهبانية حيث قال علي ما جاء بتقرير المرحوم الشيخ الرافعي علي رد المحتار ما نصه : ولي هذه المسألة نظرا فإن حبوط عمله ينبغي أن يكون في إبطال ثوابه ما يتعلق به من حق الفقراء وصار إليهم فإنه ينبغي أن لا يبطل حقهم بفعله أ.هـ . وهو اعتراض وجيه وأصله لصاحب المحيط حيث قال على ما جاء في حاشية عبد الحليم علي الدرر ما نصه : وعندي في هذه المسألة نظر فإن حبوط عمله ينبغي أن يكون في إبطال ثوابه لا إبطال ما يتعلق به حق الفقراء وصار إليهم فإنه أن ينبغي أن لا يبطل حقهم بفعله أ.هـ . قال عبد الحليم بعد هذا ما نصه : أقول ومن الله الإعانة والتوفيق إن هذا النظر مدفوع عن آخره لما أن هذه المسألة مبنية علي قول أبي حنيفة والوقف عنده حبس العين علي ملك الواقف ومن ذلك صح تمليكه وارثه والرجوع عنه بعد كونه وقفاً صحيحاً ، فإذا بقي الموقوف في ملكه لم يبق فرق بين الوقف قبل الارتداد وبعده ، وقد سبق في باب المرتد أن تصرفاته موقوف إن أسلم نفذت وإن هلك حقيقة أو حكماً بطلت ـ إذا عرفت هذا ظهر أن وقفه باطل علي كلتا الحالتين من غير فرق عنده خلافاً لهما فيهما ، فإنه إن وقف حال الإسلام فعند أبي يوسف خرج عن ملكه بمجرد قوله وقفت هذا لهذا ، وعند محمد خرج عنه به وبالتسليم والقبض فلم يبق في ملكه عندهما فلا يبطل بالردة إلي آخر ما قاله أ.هـ . وهذا تحقيق للمسألة جدير بالاعتبار والتعويل عليه وبه يزول إشكال صاحب المحيط الذي تبعه فيه شارح الرهبانية ، وعلي ذلك فبارتداد الواقفة المذكورة عن الإسلام لا يبطل وقفها علي قول أبي يوسف المفتي به والذي جرى عليه العمل . هذا ما ظهر لنا والله تعالي أعلم . |
|