صحيح أن العباد عرفوا ربهم تعالى بآياته ومخلوقاته ولكن المعرفة إنما حصلت بواسطة العقل والتفكير ولذلك يأمر الله تعالى بالنظر كقوله أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ إلخ، وبالتفكر كقوله: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ الآية، ولا يحصل النظر والتفكر ويستفاد منه إلا بتمام العقل، فمعرفة الله تعالى بالعقول هي دلت العباد عليه إلا أن تفاصيل أسمائه وصفاته وما يجب له من الحقوق وما ينزه عنه إنما يعرف بالشرع بواسطة الوحي على الأنبياء، فأصل معرفة الله تعالى بالعقل وتفاصيل ما يجب له تُعرف بالعقل والشرع والوحي ولا ينفي العقل ما أثبته الشرع بل يسلم العقل لدليل الشرع. والله أعلم.