سأل بعض السلف عن أناس إذا دخل شهر رمضان يتعبدون، وإذا خرج تركوا العبادة، فقالوا: (القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان) فيتعبدون فيه، فرب الشهور واحد، والواجب على المسلم أن يكون عمله دائمًا ومستمرًا، وقد ثبت أنه- صلي الله عليه وسلم- كان إذا عمل عملًا أثبته، وكان يقول: أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل فالواجب على المسلم أن لا يكون لعمله نهاية إلا الموت، فكون البعض يقلع عن السيئات في شهر رمضان؛ كالامتناع عن شرب الدخان والسكر والنظر إلى الأفلام الخليعة أو سماع الأغاني، ثم بعد رمضان يعود إليها، بل ربما يعود إليها قبل أن ينتهي شهر رمضان، فهذا قد يكون سببًا في رد عبادته، وروى عن بعض السلف أنه قال: (من حدث نفسه أنه بعد رمضان سيعصي فصيامه مردود وباب التوبة عنه مسدود) ، وكان السلف- رحمة الله عليهم -إذا فرغوا من العمل كان همهم قبوله، وكانوا يحرصون على كثرة الأعمال ثم يبقون بعد ذلك سائلين الله أن يتقبل منهم هذه الأعمال، ولا شك أن من علامات قبول العمل، العمل بعده ومواصلته، ومن علامات رده ترك العمل، بل عمل ضده من السيئات والمخالفات. والله أعلم.
|
|
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |
|