يظهر أن ذلك جائز إذا حصل به فائدة في الدين، أو في المجتمع وتسمى هذه قصصًا خيالية للاعتبار، وقد استعملها الحريري في مقاماته التي قصد منها جمع الكلام الفصيح والأمثال والتعبير البليغ في قصص قوم، أو جماعات، أو أفراد فيستفيد القارئ حفظ الكلمات وتصور تلك القصة وبيان الهدف منها، ولو كانت هزلية، أو مضحكة فإن فيها فائدة، وقد عمل مثل ذلك الشيخ ابن مشرف في نغمة الأغاني كحكاية الدب وحكاية الحمام مع الفار ونحو ذلك، وقد يستدل على ذلك أيضًا بما يُسمى عروس الشعر التي يكثر منها الشعراء كما في قصيدة كعب بن زهير
ونحوها مما هو مستعمل من غير نكير ويلحق بذلك التمثيليات التي تُستعمل في النوادي والمجتمعات والحفلات، فإن فيها فائدة ملموسة ولا يُقال إنها حرام؛ لأنها كذب، فإن الحاضرين يعلمون أنها قصص خيالية وأرادوا بذلك الاعتبار بفهم الواقع وتصوره فهو أبلغ من سرد الكلام في الموضع دون ضرب مثل يقرب المعنى كما أكثر الله من ضرب الأمثال في القرآن كقوله تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا الآية ونحو ذلك. والله أعلم.
|
|
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |
|