بتـــــاريخ : 6/7/2011 5:58:47 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1032 0


    مختارات من روائع القصص القصيرة جدا

    الناقل : أسيرة الغرام | العمر :46

    كلمات مفتاحية  :

    قصص قصيرة جداً ـــ مهيدي عبد القادر

     



    -1-‏


    (أغنيات حمقى)‏
    فيما مضى من الزمن، كان هائماً بها حدّ العبادة.. حبها جعله يستحضر عشرات ((الكاسيتات)) كان في كل

     

    جلسة يسمعها أغنية حب عربية أو أجنبية.. فجأة، غدرت به الحبيبة.. ركلته.. فبات وحيداً كشجرة هرمة في دغل مهجور..‏

     


    ذات مساء، وبينما كان يرتشف قهوته، سكنه الضجر.. ها هي وساوس حبه القديم تنتشر على سطح ذاكرته بسبب أغنية حب جعلت تصدح من آلة التسجيل.. أغنية ذكرته بالحبيبة الماكرة.. كان دائماً يسمعها إياها.. تملكته الحيرة.. غامت الرؤيا أمام ناظريه.. غمغم:‏

     


    - ما هذه التفاهة..؟ كيف كنت أحلق بمشاعري مع هذه الأغنية التافهة مثلها..؟‏

     


    على الفور، وبحركة لا شعورية، دنا من لسانِ آلة التسجيل، أخرس الصوت.. وقرر، دون تأجيل، التخلص من جميع الأشرطة في مكتبته..!

     

     


     



    2-(حب كاذب)‏
    قال لها: سأرسم وجهك على القمر..‏
    قالت له: سأنقش اسمك على جدار القلب..‏
    فأجابهما الزمن ساخراً:‏
    - لا.. أنتما كاذبان.. هل نسيتما أنني غربال الحقيقة..؟!‏

     

     


    -3-‏
    (بوح)‏

     


    على أنغام موسيقا (((الفاستو)) الرومانسية، توهجت أحلامهما الوردية.. أخذت الأنوثة الساحرة تعزف بأصابعها الناعمة على إيقاع ((البيانِ)).. بينما تاه هو في غيبوبة فقره..‏
    بغتة، همسته: ((هيه.. شوبنا.. نص الألف خمسمية)).‏
    - هه..! صحا مذعوراً من أحزانه المتعبة.. وراحت عيناه تغوصان رويداً.. رويداً في بحر عينيها الزرقاوين.. إلى أن اعتصره نهر من الألم.. ثم همس داخله بحسرة: هل من طريق للوصول إليك..؟‏
    وتابعت حديثها لتغيظه: غداً مسافرة إلى باريس لحضور أعياد الميلاد.. وراحت تبوح له بذكرياتها عن المدن الأوروبية التي قضت فيها -فيما مضى من سنوات- أحلى أيام العمر مع أصدقائها هناك.. بينما راحت أحاسيسه تبوح لأنوثتها الطاغية بالجوع..!!‏


    -4-‏


    (لعبة الأصابع)‏

    أرقته شفتاها المؤشرتين تأريقاً.. ما عاد يعرف طعم النوم، ولا عاد يشعر بجاذبية الحياة دون رؤياها لقد سرقت منه

    أجمل أيام الشباب.. وما صحا من حلمه العسلي إلا وقطار الزمن كان قد ألقاه في محطات الوحدة والوحشة.. في كهوف خريف العمر.. حينها، اكتشف، أن حبيبته كانت تلعب به لعبة ذكية.. فيما بعد صرح لنفسه باسم اللعبة قائلاً:‏
    يا لغبائي.. ليتني أدركت سر تلك اللعبة من البداية..؟!‏
    لعبة أوحت لي كشاعر بمقطع مكثف لم يخطر على بالي إلا بعد فوات الأوان.. مقطع عنونته بـ (لعبة الأصابع)‏
    تقول اللعبة: أصابعي تتقن اللمسات الناعمة.. أصابعها تتقن تفريغ الجيوب..!‏
    -5-‏
    (تأخير)‏
    في باريس، ظفر بفتاة حسناء، تجاذبتهما أحاديث السمر العذبة، والقبل.. لكن وهجه لم يكتمل.. هاهي على عجل تشير إلى ساعتها أن اقترب موعد السفر..‏
    في منتصف الليل، باغتته بالمجيء..!‏
    لم ألغيت السفر..؟‏
    - تأخرت عن موعدي.. فتأخر القطار عن موعده..‏
    -عظيم..!‏
    وتأخر النوم عن موعده.. وكم تمنى، أن يتأخر الصباح كذلك..!!‏

    -6-‏
    ( حب ناقص)‏




    أحبها حتى الجنون.. أغدق عليها الهدايا.. منحها ربيع عمره..‏
    كان يعتقد أن حبيبته الفاتنة ستمنحه السعادة. لم تحرك مشاعره -أية فتاة- إلا هي. لذا لم تغادره صورتها في المأكل

     

    أو المشرب.. في الحلم أو اليقظة.. وجهها ارتسم في خياله.. سكنته روحاً ومعتقداً.. وكانت هي تجامله بابتسامة ماكرة، وبخفة روح آسرة..‏

     

     


    كانت تقول له: الرجال كلهم سوا.. وأنا خبيرة بنقاط ضعفهم.. أنت تختلف عنهم لوسامتك..‏
    حبها جعله يخسر أهله وأصدقاءه.. الكل نصحه بالابتعاد عنها وما ابتعد: كان معلقاً بها.. إلا أن فوجئ -يوماً-

     

    باختفائها.. الحبيبة غادرت إلى بلد آخر مع ذويها.. لم تودعه.. بل أخبرته فيما بعد أن ينسى ما كان بينهما. مما

     

    جعله.. يُصدم.. فقد ظلّ عازباً منطوياً على نفسه.. لم يهو قلبه فتاة أخرى..‏

     


    مرت السنون.. انتصف عمر الحبيب.. وطوى الزمن قصته.‏


    ذات نهار، لمح الحبيب عبر زجاج المقهى رجلاً يلف ذراعه خلف امرأة جميلة.. تبادر إلى ذهنه أنه يعرفها..‏


    سأل صديقه: من هذه..؟ تبسم الصديق ساخراً.. هزّ رأسه.. وراح يمجّ دخان نارجيلته للأعلى.. بينما راح هو

     

    يحدّق في الجميلة أكثر.. ثمة، وفهم مغزى ابتسامة الصديق.. لحظتئذٍ انتشرت على شاشة ذاكرته، صورتها الماضية.. فخجل من سؤاله.. ومن مراهقة الأيام..!‏

     

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    قصص قصيرة جداً ـــ محمد علي المزعل



    1- الصيد:‏

    غادر رجل بيته إلى الصيد حاملاً بندقيته وسيلة لغاية، زرع خطاه على الدرب، طارد الأرانب والحجل بين الوادي والهضبة، خدع الطيور بطريقة صيده، ولما عاد مزهواً بصيده إلى البيت، وجد زوجته قد أصبحت صيداً لرجل غريب..‏


    2- الشهيد:


    ارتفعت مباني خرساء على طرف دائرة من العشب الأخضر، سار رجل إلى مركز الدائرة رافعاً رأسه بكبرياء، صعد على كرسي خشبي نخره السوس بنهم، فأصبح عرضة للسقوط المباغت، ألقى نظرة على سماء الوطن، حضنت نظراته طوق القنب بشوق، ثم مد رأسه فيه وركل الكرسي بقدمه باصقاً على حياة الذل بشجاعة..‏


    3- الرقم المنسي:‏

    جلست في الغرفة، مزقت هواجسها بأصابع النسيان، وعدت أرقام الساعة عداً تنازلياً حتى وصلت إلى الرقم واحد، وبغتة رن جرس الباب جارحاً الصمت، فهبت واقفة كالرمح، رحبت به، وتأبطت ذارعه بلين، وسارا على الطرقات إعلاناً للحب، نبعت القبلات على الوجهين بغزارة، وثمة صرخة للضمير امتدت بين العاشقين كالجدار.‏
    فابتعدت عنه شاعرة بأنه رقم منسيٌّ للسعادة في حياتها قبل الفراق الأخير...‏


    4- الدمية القاتلة:‏
    جلست طفلة من الجنوب عند البيادر تحلم بدمية تلعب معها في النهار وتنام معها على الفراش ليلاً، سمعت صوتاً يحبو إليها، فهرب الحلم بجناحي عصفورة خائفة عنها، نظرت حولها، رأت دمية جميلة الوجه شعرها سنابل القمح الضاحكة تحت وهج الشمس، وأهدابها عشب الأرض في الربيع، نادت لها برقة، لم ترد عليها، ركضت إليها صافحتها بحرارة وحب... لكن الدمية انفجرت قاتلة الطفلة والحب إلى الأبد...‏
     
     
     
     
     
    قصص القاص الليبي إبراهيم الككي

    1- التحليق‏
    كان يحلم أن يحلق عالياً في السماء مثل الطيور‏
    فلما تحقق حلمه لم يعد يطيق الصبر في البقاء على الأرض‏
    2-طفل الحجارة‏
    كان الطفل الصغير يرمي أحجاراً فتشعل غضباً وناراً وترسل شهباً صاعقاً فتقتل عدواً جباناً. وتسجل نصراً في زمن عربي أغبر‏
    3- حوار ...؟...‏
    قالت له: ما هو عيبك في هذه الحياة؟‏
    قال: صراحتي المطلقة‏

    4- العناق‏

    حاول البحر أن يعانق القمر ولكن سهامه الفضية أصابته فمات!!!‏
    القبلة‏
    أرسلت له قبلة في الهواء وما إن التقطها حتى خر مغشياً عليه.‏

    5-العتمة‏

    كان يسير في درب طويل ملئ بالأشواك والظلمة تلف المكان ولا يكاد أن يتبين موضع قدميه فجأة سطع نور باهر أمامه وقبل أن يصل إليه. هبت رياح مجنونة أطفئته وتلاشى!!!‏
    6-الكبو.‏
    صنع لنفسه مركباً وراح يمخر به عباب البحر‏
    تحدى به العواصف والأعاصير العاتية. ولم ترهبه.‏
    ولكن موجة صغيرة قلبت مركبه وغرق.‏

    7-القبيحة‏
    قالت لها صديقتها الوحيدة إنك قبيحة.‏
    ابتسمت لها ولم تنبس بحرف. اتجهت نحو النافذة المفتوحة وألقت بنفسها إلى الخارج.

    8-النجمة‏

    ظل يحاكي نجمة عالية في خياله الخصيب وذات مرة دنت منه حتى كادت تلامسه.‏
    وحين أراد لمسها أحرقته وأحرقت نفسها.‏

    9-المراءة‏
    كم هو جميل ونبيل ورائع-‏
    كانت نظراته جميلة تستشف مكامن روحي‏
    ويداه تداعب أوتار قلبي‏
    آه كم لعبنا معاً ولهونا.‏
    كنا نحلق في سماء عالية لنا نملكها‏
    مثل طائرين مهاجرين‏
    نلاحق النجوم ونسبقها‏
    ونعانق القمر ويعانقنا.‏
    والبحر يعزينا والشمس تداعبنا.‏
    ولكن.‏
    الغيمة المجنونة سرقته مني وتركتني وحيدة.‏
    ثم صمتت.‏
    وسخرت منها المرآة.‏
    10-الأنثى‏
    ظلت تبحث عن الأنثى الكامنة في داخلها.‏
    فلما وجدتها.‏
    أدركت أنها لم تكن أنثى.‏
    11-العرى‏
    خرجت إلى الشارع عارية ومقطوعة الرأس تبحث عنه.‏
    فلما وجدته.‏
    ووسط استغراب الجميع اتجهت نحو المقبرة وتلاشت.‏
    12-رجل ما‏
    دخل خلسة المكان ولم يلتفت إليه أحد من المتواجدين.‏
    اتجه نحو أحد المقاعد الشاغرة جلس عليه...‏
    ثم استغرق في نوم عميق.‏
    13-الموتى‏
    استفاق سكان المقبرة عند منتصف الليل على صوت تشقق قبره ووسط حالة ذهولهم، والرعب الذي انتاب معظمهم، قام من قبره ولا يستر جسده الذي نخره الدود سوى كفنه المهتري. تغاضى ببصره عن الجميع وانطلق إلى الخارج وأثناء سيره الوهيد كانت أطرافه تتساقط مثل أوراق خريفية وما إن وصل منتصف المدينة حتى توقف وصاح مجلجلاً:‏
    اللعنة عليكم أيها النائمون تعتقدون أني ميت لكن ها قد عدت إليكم.‏
    - سأنتقم منكم وسترون مني العجب.‏
    - وراح يقهقه: آه آه آه.‏
    وفي صباح اليوم التالي: تجمع سكان المدينة وراحوا يتحدثون عنه:‏
    * قال أحدهم: لقد شاهدته زوجته متجهاً نحو المقبرة هذا الصباح.‏
    * رد الآخر: لا مستحيل!.. كان هذا الصباح واقفاً على ناصية الشارع.‏
    * وأردف آخر: لا هذا ولا ذاك.. هذا الصباح كان في أطراف المدينة.‏
    واحتدم النقاش، كل واحد يقسم أنه شاهده، وكاد الأمر أن يتحول إلى معركة، هنا صاح أكبرهم سناً:‏
    * الجميع على صواب، لقد عاد إليكم بأكثر من صورة كي ينتقم منكم.‏
    وانصرف تاركاً الجميع في حيرتهم وذهولهم.‏
    14-الاحتراق‏
    أرحل داخل نفسي.‏
    أتقوقع، أبكي، أصرخ.‏
    ألعن زماني الآتي‏
    يتناهى إلى سمعي صوت ناي لراعي تائه يمزقه ستار الليل عواء ذئب جائع تتعالى أصوات الموسيقى جنائزية.‏
    أتشبث بخيوط عنكبوت.‏
    تقترب الأصوات. والصور متراكمة ومعقدة والمكان يلفه الضباب.‏
    أشعر بالخوف والرهبة.‏
    وجيوش الظلام تحاصرني. وقلبي الكئيب يعزف سيمفونية الوداع‏
    حتى إني لم أعد أشعر بدقاته. ويبدو أنه احترق هو الآخر.‏
    أتساءل في هذه اللحظة عن التلاشي.‏
    وكيف صار الوجود عدم..‏
    أستيقظ وأجد بأن كل شيء قد صار دخان..
     
     
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()