بتـــــاريخ : 5/21/2011 3:13:54 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1120 0


    الرئيس عارياً.. مع كاتشب وفلفل أسود

    الناقل : loaa | العمر :37 | الكاتب الأصلى : من ايميلي

    كلمات مفتاحية  :
    قصة

    أخيرا.. انتهى التصوير
    خرجت من الاستوديو مرهقا جدا.. فمنذ أسبوع وأنا أجلس بالاستوديو لمدة 14 ساعة يوميا
    استقليت المصعد الى جراج المبنى، وتوجهت الى سيارتي ومددت يدى لأفتح بابها عندما جاءني صوت من خلفى مباشرة
    السيد عايش هباش؟ -
    نعم أنا هو -
    فى لحظة خاطفة أحاط بي رجلان وشلاّ حركتي وقاما بوضع شريط لاصق على فمي
    سحبونى بسرعة الى سيارة سوداء ثم وضعوا عصابة على عيني فلم أعد أرى شيئا
    *******
    بعد حوالي نصف ساعة وجدت نفسى أصعد سلما، نزعوا العصابة من على عينى فوجدت نفسى داخل طائرة صغيرة لايوجد بها مقاعد عادية بل يوجد مقعد كبير يشبه مقاعد الفحص عند أطباء الأسنان وأمامه ثمانية مقاعد فى صفين
    أجلسنى الرجلان الضخمان المكلفان بحراستى الى المقعد وبعد دقيقة دخل أربعة رجال وجلسوا الى المقاعد وكان من الواضح أنهم من جنسية أجنبية
    صحت بخوف: ماهذا؟ من أنتم؟ وماذا تريدون؟
    رد عليّ أحدهم ويبدو أنه رئيسهم: هل أنت عايش هباش؟
    رددتُ: سبق أن قلت نعم ولن أجيب على أية أسئلة قبل أن أعرف من أنتم
    قال: نحن أعضاء الاف بى أي
    يالها من نهاية.. إذن لابد أننى فى الطريق الى جوانتانامو
    قلت بخوف: ولماذا تقبضون علي؟
     قال: سيد عايش هذا تحقيق رسمي.. وأرجو أن تجيب بصراحة حتى نضمن سلامتك
     تحقيق بخصوص ماذا -
     من الان فصاعدا تجيب على الاسئلة فقط -
     ولكن -
     قاطعني قائلاً: سيد عايش.. التحقيق يتعلق بتلك التصريحات التى تطلقونها يوميا عبر القنوات الاخبارية العربية حول المعارك، دعنى أكون صريحا، لقد سببتم لنا مشاكل جمة بقولكم أنكم خبراء إستراتيجيون وتأكيدكم أن قواتنا ستنتصر خلال ساعات، لقد هاجمتنا صحافة بلادنا لعدم تحقق ذلك، وطلبت منا الاستعانة بكم، وأحالة جميع قادتنا العسكريين الى المعاش المبكر
     معقول؟ -
     قال: نعم.. لقد تم تكليفنا من القيادة العليا بمعرفة الحقيقة وراء هذه الظاهرة ولقد تم اختيارك للتحقيق وتقديم الحقائق للرئيس والشعب
     حسنا سأخبركم بكل شئ -
    *******
     سألني :هل لى أن أسألك فى أى كلية عسكرية تلقيت دراستك
     قلت: ياسيدي أنا لم أتلق أي دراسة عسكرية.. أنا خريج كلية الزراعة
     قال: ماذا؟ غريب!!! إذن خبرتك تستند الى فترة خدمتك بالجيش.. اليس كذلك؟
     قلت: الحقيقة انني لم التحق بالجيش حيث أعاني من مرض تفلطح القدمين
     قال: إذن كيف حصلت على شهادتك العسكرية كخبير إستراتيجي ومحلل عسكري؟
     قلت: سيدي في وطننا الكبير لا تحتاج الى أى شهادات لتصبح خبيرا، بلادنا بها ملايين الخبراء فى جميع المجالات سواء سياسية أو عسكرية أو اقتصاديه، نحن نفتح مجالات الإبداع إمام الجميع بدون حدود أو قيود
     قال: وكيف تستضيفك قناة إخبارية محترمة لتحليل أشرس حروب التاريخ بدون أن تكون مؤهلا؟
     قلت: سيدي.. جميع الخبراء الذين تستضيفهم قنواتنا مثلي تماما الغالبية الساحقة منهم لم تستعمل حتى مسدسا صغيرا طوال حياتها
     قال: إذن أنتم تكذبون وتمارسون عملية نصب وتضليل للمشاهدين.. أليس كذلك؟
     قلت: بالعكس.. ما نقوله مبني على معلومات مؤكدة لا يعرفها سوانا نحن الخبراء الاستراتيجيون
    نظر المحققون الى بعضهم بدهشة وسألني رئيسهم: وما هي مصادر معلوماتك التى بنيت عليها توقعاتك؟
    قلت: الجـنّ
     قال: الجن!!! هل هو قمر صناعي تجسسى متطور أم جهاز تنصت قوي؟
     أجبته: لا ياسيدي.. الجن عبارة عن مخلوقات غير منظورة وذات قدرات هائلة لا يمكن تصورها
     قال: هذا أعجب ما سمعت.. وأين وجدت هذا الجن؟
     قلت: أنا على اتصال بأحدهم وهو يزودني بكل المعلومات عن أعداد ومواقع القوات فى الطرفين وأنا أبني توقعاتي على هذه المعلومات
     قال: ولكن جميع توقعاتكم غير صحيحة فكيف تفسر ذلك
     قلت: ياسيدى ماأتوقعه يفترض أن قواتكم تتصرف بشكل سليم ولكنكم تتصرفون بغباء منقطع النظير.. كما أن الجن الذى اتصل به من النوع الضعيف نوعا ما لذا فهو لا يعرف كل المعلومات
     قال: حسنا اعطني الموبايل الخاص به فنحن فى أشد الحاجة إليه
     قلت: ياسيدى لا أحد يتصل بالجن عن طريق الموبايل
     سألني: إذن كيف تتصل به؟
     أجبته: عن طريق حرق ريشة ديك مع البخور
     قال: ماذا؟ هذا جنون
     قلت: التجربة خير برهان
     قال: حسنا بعد ساعات سنكون فى مبنى المخابرات، والآن سنحقنك بحقنة مخدرة
    تقدم أحد الرجال وغرس حقنة فى ذراعي فغبت عن الوعي
    *******
    فتحت عيني فوجدت نفسي في قاعة واسعة موجود بها عدد كبير من الرجال المدنيين والعسكريين وكاميرا ضخمة للتصوير
    كان نفس الرجل الذي حقق معى موجودا وقال: هاهو البخور وهذه ريشة ديك هيا اتصل بمستر جن
     وضعت البخور فى بوتقة وفوقه الريشة وأشعلتهما فانبعث البخور بكثافة
    بعد دقيقة صحت بحبور وسعادة: أهلا أهلا جحاشيش أين أنت أيها الجنى اللطيف؟
    تبادل الجميع النظرات وصاح المحقق: مع من تتحدث نحن لا نرى أحد.. هل تسخر منا؟
    نظرت إليه نظرة غاضبة وصحت: لا أحد يستطيع رؤية جحاشيش غيرى أيها الأغبياء، احترسوا فلو غضب فسوف يدمرنا جميعا
    قال المحقق بخوف: حسنا نحن نريده أن يزودنا بكل المعلومات عن القوات المدافعة
     قلت: انتظر سوف أسأله
    نظرت الى السقف وقلت: جحاشيشو.. الزملاء فى الاف بى اي يريدون معلومات كاملة عن مواقع القوات والأسلحة العراقية
    صمتُ قليلا وأنا أصغى باهتمام ثم التفت الى المجموعة المندهشة وقلت: للأسف لقد تم حجب المعلومات عن جحاشيش لأنهم نقلوه إلى بلد أخر، ولكنه يقول ان كل المعلومات لدى جنى أخر إسمه حماريش
     قال: حسنا إتصل بحماريش
     قلت: ولكن حجاشيش يقول أن حماريش جنى مغرور ولا يريد الاتصال بشخص مثلى وأنه على استعداد فقط للاتصال بالقادة مثل الرئيس والوزراء فقط
    تبادلوا النظر وقام أحدهم الى الهاتف وانهمك فى مكالمة بصوت منخفض، ثم عاد قائلا: لقد أبلغت الرئيس بالأمر وهو قادم بنفسه مع وزيرى الدفاع والخارجية
    *******
    انتظرنا بعض الوقت قبل أن يفتح الباب ودخل الرئيس الأمريكي والوزيرين
    قال المحقق: هيا احرق البخور مع ريشة الديك
     قلت: لا ياسيدي.. الاتصال بحماريش يختلف عن الاتصال بجحاشيش، ولابد أن يقوم الرئيس والوزيرين بالاتصال به بأنفسهم
     سألني: وكيف يستطيعون الاتصال به؟
     قلت: لابد أن يتم ذلك فى مكان مفتوح تحت ضوء القمر عندما يكون بدرا
     قال: حسناً سننتظر إسبوعين وماذا أيضا
     قلت: في تلك الليلة لابد ان يُفرش العلم الامريكى على الأرض.. وأن يقف الثلاثة عليه بدون أية ملابس وأن يدهنوا وجوههم بمعجون الفلفل الأسود ويغمسوا أيديهم فى الكاتشب ويقفزوا فى الهواء 30 مرة ويهتفوا: حماريش حماريش حماريش، عند ذلك سيتصل بهم ويبلغهم بكل المعلومات التى تكفل لكم تحقيق النصر
    تحدث الرئيس قائلا: طريقة غريبة ولكن سنضحى من أجل تحقيق النصر
     قلت: أتمنى لكم التوفيق
    صافحت الجميع وخرجت مسرعا لأغيب وسط الزحام
    *******
    عندما ترونهم قريبا عراة من زيفهم وكذبهم
    ووجوههم أشد سوادا
    وايديهم تقطر من دماء الشعوب فوق علمهم المدنّس
    فأنتم وحدكم لن تندهشوا أبدا
    *******

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة

    تعليقات الزوار ()