كتب عنتر فرحات ووكالات الأنباء ٨/ ٥/ ٢٠١١
تعهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما ببدء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال الصيف الحالى، وأكد عزم بلاده على هزيمة تنظيم القاعدة بعد أن قطعت رأسه بمقتل زعيمه أسامة بن لادن، وأثنى على شجاعة الفريق الخاص الذى شن الهجوم على زعيم التنظيم ومنحه أعلى وسام عسكرى تقديرا لجهوده.
وقال أوباما إن مقتل بن لادن يظهر أن استراتيجيته بشأن أفغانستان مجدية، وأضاف خلال زيارته لقاعدة «فورت كامبل» العسكرية فى ولاية كنتاكى برفقة نائبه جوزيف بايدن، أن مقتل بن لادن «واحدة من أعظم العمليات العسكرية فى تاريخ بلادنا»، ووجه الشكر لفريق القوات البحرية الأمريكية الذى قام بالعملية وأثنى على شجاعته وحرفيته وقال إن لهم الفضل فى إنهاء التهديد الذى كان يمثله بن لادن على الولايات المتحدة إلى الأبد، ومنحهم وسام التضحية وهو أعلى وسام عسكرى أمريكى تقديراً للخدمة الجليلة التى قدموها والإنجاز الذى حققوه،
وقال أمام الجنود وسط صيحاتهم «إننا فى النهاية نتجه إلى تحقيق الانتصار على القاعدة، لقد نجحنا فى قطع رأسهم»، وسط صيحات التأييد من جانب عشرات الجنود الذين تجمعوا. وتابع قوله: «إن استراتيجيتنا بدأت تؤتى ثمارها، وليس هناك دليل على ذلك أعظم من أن العدالة اقتصت أخيراً من أسامة بن لادن، إننا مازلنا أمريكا، التى يمكنها القيام بتنفيذ المهام الصعبة، والتى يمكنها أيضاً القيام بالأمور العظيمة». وذكر بيان للبيت الأبيض أن أوباما وبايدن استمعا إلى تقرير موجز عن عملية تصفية بن لادن، وأحيط اجتماع أوباما فى القاعدة العسكرية بالسرية الصارمة.
بدوره، قال وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس إن مقتل بن لادن «يمكن أن يغير قواعد اللعبة» فى أفغانستان وقال «سنبدأ خفض القوات فى يوليو لكن لا نتوقع إتمام الانتقال إلى قوات الأمن الأفغانية حتى نهاية ٢٠١٤»، واعترف جيتس بأن القوات الأمريكية تواجه ضغطا شديدا بعد قرابة عقد فى الحرب.
وفى المقابل، وبعد تأكيد تنظيم القاعدة مقتل زعيمه فى أفغانستان، أقرت حركة طالبان الأفغانية فى أول تصريح رسمى بمقتل بن لادن حليفها الأول، وقالت إن رحيله خسارة كبيرة، وأكدت فى بيان أن رحيله سيعطى «دفعاً جديداً» للحرب على «الغزاة» فى أفغانستان، وأن الحركة لن تضعف عزيمتها، وأن الولايات المتحدة يجب أن تدرك أن حركة الجهاد فى أفغانستان قد بدأت لأنها تعبر عن مشاعرهم وآمالهم، و«أنها لن تضعف بمقتله».
ونشرت الصحف البريطانية تفاصيل جديدة حول اللحظات الأخيرة التى سبقت اغتيال بن لادن، وقالت إن القوة التى هاجمته أطلقت رصاصة نجح بن لادن فى تفاديها ودخل سريعاً إلى غرفة نومه، وتمت ملاحقته فيها واعتبر مسؤولون أمريكيون أن دخوله غرفته بمثابة مقاومة، وأنه تم إطلاق النار عليه مرتين فى الرأس ومرة فى الصدر، وقال مصدر شارك فى العملية إن بن لادن بدا «مذعوراً ومرتبكاً للغاية»، فى اللحظات القليلة التى سبقت إطلاق النار عليه، وقال محللون إن فريق الكوماندوز تسلل إلى مقر بن لادن باستخدام مروحيات «شبح» لم يرصدها الرادار الباكستانى.
ونقلت الصحف الباكستانية عن مصادر أمنية تحقق مع عائلة بن لادن، أن نجله خالد، وهو من مواليد عام ١٩٨٩ فى جدة، هو الذى قتل فى العملية وليس حمزة كما تردد سابقاً، فيما توقعت مصادر صحفية أن يقدم مدير الاستخبارات العسكرية الباكستانية الجنرال أحمد باشا استقالته قريباً وسط تصاعد الجدل حول إخفاق الأجهزة الأمنية والجيش فى رصد المروحيات الأمريكية التى قامت بالعملية.وزاد الجدل خاصة عقب تصريح قائد سلاح الجو بأن الرادارات كانت مغلقة ليلة العملية، دون ذكر السبب ونفى أن تكون القوات الأمريكية شوشت على الرادارات الباكستانية أو عطلتها.
ونقلت صحف باكستانية عن أمل الصداح، أرملة زعيم القاعدة، أنها كشفت للمحققين أن بن لادن عاش فى باكستان لمدة ٧ أعوام ونصف العام منذ ٢٠٠٣، وأنه سكن فى منزله فى منطقة مستقرة قرب إسلام أباد بينما كانت أنظار العالم تتنبأ بتواجده فى منطقة القبائل.
وبينما تزايدت الانتقادات الأوروبية حول طريقة قتل بن لادن، وخففت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من تصريحاتها، وقالت إن مقتله يمثل ارتياحا كبيرا إثر الانتقادات التى تعرضت لها بعد أن قالت إنها تشعر بالسعادة لمقتله ـ طالب محققان دوليان الولايات المتحدة بالكشف عما إذا كانت هناك أى إمكانية لأسر بن لادن بدلا من قتله وإذا كانت توافرت له أى «فرصة معقولة للاستسلام أو الاعتقال»، وقالا إنه يجب اتباع قواعد الاشتباك فى تلك الحالة والتى تنص على إمكانية الاستسلام وإطلاق طلقات تحذيرية وجرح المشتبه به إذا لزم الأمر وليس قتله، وقال مارتن شاينين المقرر الخاص لحماية حقوق الإنسان إن عدم الامتثال لتلك القواعد قد يرقى إلى مستوى «الإعدام بدم بارد».