يشكو الفلسطينيون من اجراءات تتخذها سلطات أمن المطار ويعتبرونها استفزازية وعنصرية
يفخر الاسرائيليون بالقول إن مطارهم الرئيسي وهو مطار بن جوريون قرب تل ابيب هو احد اكثر المطارات امنا في العالم. السبب يعود إلى الاجراءات الامنية المشددة المعمول بها في المطار منذ عقود.
مستخدمو المطار من الفلسطينين ومنهم حملة الجنسية الاسرائيلية يرون الصورة بشكل مختلف كليا اذ يتهم الفلسطينيون ومنظمات حقوق الانسان الاسرائيلية سلطات أمن المطار بممارسة اجراءات عنصرية واستفزازية اثناء تفتيش المسافرين الفلسطينيين.
منظمات حقوق الانسان ما تزال تنتظر رد المحاكم الاسرائيلية على القضايا المرفوعة ضد سلطات المطار التي تتعامل بشكل سافر مع الفلسطينين تحديدا.
نسرين عليان محامية في جمعية حقوق المواطن في اسرائيل والتي باشرت منذ سنوات في العمل على انهاء المعانة عن طريق تقديم دعوى ضد سلطة المطار.
تقول المحامية نسرين " بمجرد ان تقول الدولة انك عربي ويمكن ان تشكل خطر على السفر بالطائرة فهذا تصنيف للعربي وهو امر غير مقبول حتى في ابسط قواعد حقوق الانسان ونحن منذ اربع سنوات ونحن في اطار القضية المرفوعة ضد سلطة المطار التي لم تنفي سوء التعامل ولكنها وعدت بتحسين الاجراءات".
الجهات الامنية الاسرائيلية تعتبر المطار من اكثر الاماكن الحساسة في اسرائيل عموما أما بالنسبة للمسافرين الفلسطينيين فان الرحلة الى المطار والتعرض للتفتيش والاستجواب هي امور تبعث على القلق.
رحلة التفتيش تبدأ من البوابة الخارجية حيث يتم ايقاف معظم الفلسطينين واستجوابهم وتفتيش الحقائب وثم يوضع ملصق خاص ولكن ذلك ليس نهاية رحلة التفتيش.
عند بوابة صالة المغادرين يوجد نقطة تفتيش انتقائية اخرى ولكن مركز التفتيش الرئيسي يكون داخل القاعة. وصلت عائلة فلسطينية إلى المطار فتم توجيهها إلى مسلك خاص.
وقد تم استجوابها من قبل المسؤولين الامنين حيث تم توجيه اسئلة شخصية مثل من هم جيرانكم ومن ستزورن في الخارج وأين ستبيتون.
الاسئلة لربما الان معروفة في عدد كبير من مطارات العالم ولكنها معروفة هنا منذ عقود.
المحطة التالية هي تفتيش الحقائب عن طريق الاجهزة الالكترونية ولكن بالنسبة للفلسطينين لا يُكتفى بذلك بل التفتيش يكون ايضا يدويا لكل قطعة ملابس.
رجال الامن يخرجون كل الملابس أمام الملأ. واخيرا يبدأ التفتيش الجسدي احد اصعب مراحل التفتيش كما قال لي الدكتور نبيل حطاب وهو محاضر جامعي ويسافر تقريبا في كل عام.
ولكنه مؤخرا رفض السفر وفضل مغاردة المطار والعودة إلى منزله فقال الدكتور نبيل " أسوأ الامور هو اخذ المسافر إلى الحجرات المنفردة وراء الستار ويطلبون من الشخص ان يخلع كل ما يلبس من بنطال وقميص وهذا امر نعتبره خط احمر يمس بكرامتنا ولذلك عندما طلب مني ذلك رفضت وفضلت التخلي عن فكرة السفر تماما".
خلع الملابس لا يقتصر على الرجال بل على النساء والاطفال كما قال لي العديد من الفلسطينين وحسب منظمات حقوق الانسان فهو اجراء روتيني من قبل السلطات الامنية.
قبل أكثر من ثلاثة عقود كانت عمليات خطف الطائرات معروفة فمنظمات مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينية انتهجت خطف الطائرات كاسلوب مقاومة الاحتلال لبضعة سنوات لكنها عدلت عن هذا الاسلوب ولم يسجل اي حادث في مطار بن جوريون منذ ثلاثين عاما ومع ذلك فان الاجراءات الامنية الانتقائية مستمرة.
حاولنا الحصول على مقابلة مع مسؤول رسمي في سلطة المطارات حول موقفهم مما تقوله منظمات حقوق الانسان لكن الرد كان رسالة مكتوبة تفيد بأن " التفتشيات الأمنية في مطار بن جوريون تتم حسب الاحتياجات الأمنية وحسب تعليمات السلطات الامنية المسؤولة ".
اللافت ان هذه الاجراءات يمكن ان تسري على الاجانب ايضا فمثلا المسافرين من دول امريكا الجنوبية وشرق اسيا واحيانا حتى من دول اوروبا الغربية.
اذا ما رفض اولئك التعاون فقد يصل الامر إلى ان تفوتهم فرصة السفر بالطائرة بسبب طول الاجراءات وسيكون عليهم انتظار الرحلة التالية وطبعا الخضوع إلى مرة اخرى لتفتيش.
لهذا السبب يطلب دائما الوصول إلى المطار قبل ثلاث ساعات من اقلاع الطائرة والتي احيانا لا تكون كافية لتفتيش الفلسطينين.