أسأل عن الحكم الشرعي -في نظركم سماحة الشيخ- في امرأة عاهدت الله -عز وجل- ألا تعمل المعاصي, ولكنها خالفت وعادت، ثم تابت بعد ذلك واستغفرت الله- عز وجل-, هل تقبل مثل هذه التوبة؟
نعم إذا تاب الإنسان ولو كانت المعصية قد تكررت, ولو تاب ثم عصى ثم تاب ثم عصى متى صدق في التوبة قبل الله توبته, والتوبة الصادقة النصوح أن يندم على الماضي, ويعزم ألا يعود, ويقلع من المعصية يتركها خوفاً من الله وتعظيما لله، فإذا فعل ذلك صحت توبته ولو كان قد فعله سابقاً وتاب منه، فالإنسان عرضة للخطر قد يعصي, ثم يتوب, ثم يعصي ثم يتوب كأن يتعاطى الزنا, ثم يتوب إلى الله منه ثم يبتلى به, ثم يتوب، إذا تاب تاب الله عليه، أو شرب المسكر، أو غيبة أو ما أشبه ذلك، المقصود أن التوبة إذا تكررت وهو صادق قبل الله منه, وقد صحت الأحاديث في ذلك, ودل عليه القرآن في قوله-جل وعلا-: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(النور: من الآية31)، وقال-سبحانه-: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ(المائدة: من الآية74)، وقال- تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً(التحريم: من الآية8)، وجاء عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-أن الله-جل وعلا-يقول لعبده: (إذا أذنب عبدي ثم استغفرني غفرت ذنوبه، ثم عاد فاستغفرني غفرت له ...) فالتكرار إذا كان مع صدق في التوبة لا يضر، أما التلاعب هذا يضره، إذا كان ما فيه توبة صادقة هذا منكر عظيم، وشر عظيم، وخطر كبير، أما إذا كان صادقة, ندم وأقلع, ثم بلي بالمعاصي، ثم تاب وأقلع صادقاً فإن الله يتوب عليه-سبحانه وتعالى-.