ما هو رأي سماحتكم في من يخلط الزيت النباتي بالسمن البقري ثم يبيعه سمناً، وحينما اعترضت على بعض من يفعل ذلك وقلت له: هذا غش وحرام! أجاب: إن بقرتي تنتج في الأسبوع قارورة سعة لتر واحد، وثمن اللتر 100ريال وهذه الـ100 لا تكفي في الأسبوع ثمن العلف الذي تأكله البقرة، لكني أخلط الزيت بالسمن لتكون ثلاث قوارير يعني بثمن 300 ريال، وبذلك أستطيع أشتري ما يكفي دابتي من قوت الأسبوع، أرجو التوجيه والنصح والتوضيح حول هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً؟
هذا من الغش ، ولا يجوز خلطه الزيت بالسمن، وهذا العذر الذي قاله عذر فاسد، لا يقبل ولا يجيز له هذا الغش، بل عليه أن يبيع الزيت وحده ، والسمن وحده، يسأل ربه التوفيق ، ويستعين بالله ، والله يبارك له إذا صدق وترك الخيانة ، وأدى الأمانة: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [سورة الطلاق(2)(3)]. ويقول سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [(4) سورة الطلاق]. فالواجب على التجار ، وعلى أهل البيع والشراء أن يتقوا الله ، وأن يؤدوا الأمانة ، وأن يحذروا الغش والخيانة ، ولو كانوا فقراء، الله يغنيهم من فضله - سبحانه وتعالى - ، فليس الفقر عذراً في الغش والخيانة، بل يجب على المؤمن والمؤمنة التحري للحق ، والعناية بالأمانة الشرعية ، والحذر من الغش والخداع، ولو كان فقيراً ، الله - جل وعلا - هو الذي يغنيه من فضله – سبحانه وتعالى-، وإذا اتقاه يسر أمره، فالواجب الحذر غاية الحذر، من هذه الخيانات التي حرمها الله على عباده، والله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [(27) سورة الأنفال]. ويقول سبحانه: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [(58) سورة النساء]. ويقول عز وجل في صفة أهل الإيمان: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [(8) سورة المؤمنون].