سمعت أن طفلاً توجد له عينان حادتان توازي أشعة إكس؛ وقد اختبره العلماء وأحضروا له امرأة حامل فقال: بإنها حامل بطفلين، وتحقق ذلك! والله -سبحانه وتعالى- يقول في سورة لقمان: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ال
أما صحة وجود هذا الطفل فهذا يرجع إلى الأطباء وأهل الخبرة بالبصر الذي أشار إليه السائل، وأما كون الطفل اطلع على كون الحمل ولدين فهذا محل نظر، مهما كانت الحال ومهما زعم من حدة بصره، ولكن على فرض أنه وجد ذلك فقد يطلع على هذا بعض الأطباء بالطرق الجديدة، والوسائل الجديدة؛ لأن هذا ليس من علم الغيب بعدما يوجد الحمل في البطن، وبعدما يتخلق في البطن، ليس من علم الغيب، فقد اطلع عليه الملك بأمر الله -عز وجل-؛ لأن الله –سبحانه- يأمر الملك بأن يخلقه ذكراً أو أنثى تام الخلقة، أو ناقص الخلقة، وكل ذلك يكتب، كما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فهذا حينئذ صار معلوماً للملك الموكل بالرحم، ولم يختص علمه بالله -عز وجل-، وقد يطلع على هذا بالوسائل وبالأمارات وبالعلامات التي جربها الخبراء بالحمل، وجربها الأطباء، وإنما الذي لا يعلمه إلا الله فقط هو الذي قبل ذلك، قبل أن يخلق الطفل مادام نطفة وعلقة ومضغة لم يُخلَّق، فهذا هو الذي يختص الله بعمله -سبحانه وتعالى-، لأنه حينئذ لم يطلع الملك على شيء، أما بعد اطلاع الملك على التخليق فهو حينئذ من الأمر المشترك، وليس من خصائص الله -سبحانه وتعالى-، بعدما أخبر الملك بما أخبره به -سبحانه وتعالى-، ونفذ الملك ما قاله الله -عز وجل-، وهو ملك موكل بالأرحام كما جاءت به الأخبار عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فليس في هذا إشكال والحمد لله.