هل يجوز استعمال مانع الحمل بسبب قلة دخلي المالي الذي لا يفي بحاجتنا المعيشية، إضافةً إلى سوء صحتي وما أصاب به من الإرهاق والسهر، وأخشى أن يتضاعف ذلك حينما يكثر الأولاد؟
لا يجوز تعاطي ما يمنع الحمل من أجل الخوف ضيق المعيشة، فالله هو الرزاق -سبحانه وتعالى-، وهذا يشبه أحوال الجاهلية الذين كانوا يقتلون الأولاد خشية الفقر، بل يجب حسن الظن بالله والاعتماد عليه -سبحانه وتعالى-، فهو الرزاق العظيم -جل وعلا-، وهو القائل -سبحانه وتعالى-: (وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها)، فالواجب حسن الظن بالله من الزوج والزوجة وأن لا يتعاطوا مانع الحمل. أما إذا كان مانع الحمل لأمرٍ آخر لمرض الأم، أو لكونه يضر بصحتها ورحمها، أو يخشى عليها منه، أو لأن الأولاد تكاثروا لأنها تحمل هذا على هذا من دون فاصل، فأرادت أن تتعاطى المانع لمدة يسيرة كسنة أو سنتين، حتى لا يشق عليها تربية الأولاد، وحتى لا تعجز عن ذلك فلا بأس لمصلحة الأولاد، لا لسوء الظن بالله -سبحانه وتعالى-، أو لمضرتها هي وعجزها هي، أما ما يتعلق بالرزق فالرزاق هو الله، سواء كنت مريضاً أو صحيحاً، فالله الذي يرزقهم -سبحانه وتعالى-، وبيده تصريف الأمور -جل وعلا-، فعليك حسن الظن بالله وعليك الثقة بالله والله هو الرزاق -سبحانه وتعالى- ذو القوة المتين -جل وعلا-.