وسوف تعطي البورصة بعد افتتاحها مؤشرا للداخل والخارج علي قوة الارادة والتصميم علي النهضة الشاملة التي نتطلع إليها.
ندرك بطبيعة الحال المشكلات والتحديات والمخاطر القائمة, وقد اتخذت الدولة مجموعة من الاجراءات الاستثنائية الكفيلة بالحد من الخسائر في حال حدوثها, كما انطلقت حملات داعمة في وسائل الاعلام ومن كبار المسئولين وخاصة تلك المناشدة من رئيس الوزراء بضرورة التكاتف لدعم التعاملات في لحظات الافتتاح الأولي, وكلها جهود مطلوبة كان يجب أن تبدأ قبل ذلك بوقت كاف حتي تحقق التأثير المنشود, وكنا نأمل أيضا اعطاء جرعة اعلامية تتناسب مع أهمية الحدث وتوضيح أبعاده للرأي العام بنفس الكثافة والمعالجة التي تمت مع التعديلات الدستورية.
ولعلنا لا نذهب بعيدا في نظرية المؤامرة عندما نلاحظ ذلك التصعيد المفاجئ في الاعتصامات والمطالب الفئوية تزامنا مع الاعلان عن عودة البورصة للعمل, وهذا التفسير لا يغير كثيرا من واقع يؤكد أن الرأي العام بات واعيا ومدركا بما يدور من حوله أكثر بكثير مما يعتقد البعض الواهم بامكانية اعادة عقارب الساعة الي الوراء أو المناورة والالتفاف لعرقلة سرعة العودة الطبيعية للحياة الاقتصادية تمهيدا للانطلاق بها نحو آفاق جديدة من شأنها تغيير الواقع المصري بكامله.
ويقينا فإن قرارات التداول اليوم لن تخضع للمعايير المعتادة في العرض والطلب وستكون خاضعة لمشاعر وطنية حقيقية تسعي للتعبير عن نفسها تماما كما حدث في الاستفتاء وعندها قد نجد أنفسنا أمام مفاجأة تدفع مؤشر البورصة للارتفاع ليؤكد أن هذا الشعب يعرف طريقه جيدا ولن تفلح أي عقبات أو مخططات للعودة به للهبوط مجددا.
فهل ننتظر مفاجأة تكون حديث العالم ؟
|