تذكر بأنها فتاة تعيش في عذاب شديد, وتحس بأنها في ضياع تام, وأن الأرض -تقول- ضاقت بي بما رحبت, وأنا حائرة جداً؛ لأن عندي وساوس في الصلاة, يكثر هذا، وتكثر الأوهام والخيالات الباطلة, يراود عقلي وقلبي وساوس تخرج الإنسان من الملة وتوقعه في الشرك, ولكنني لأجل ذلك كثرت عندي الوساوس والأوهام وأحس بأن أعمالي باطلة, وصيامي وصلاتي كلها مردودة, فيصاحبني أحزان كثيرة, وتضايقني جداً, وأكره العيش في الحياة, وفي نفس الوقت أخاف من المولى -عز وجل-, ماذا أقول له، الوسواس كلها خطيرة لا أستطيع أن أنطق بها ولا أبوح بها لأحد؛ لأنها كما قلت تخرج من الملة, حصل هذا عندي منذ أكثر من ثلاث سنوات, ويكثر عندي في شهر رمضان المبارك, فوجهوني -يا سماحة الشيخ- وانصحونني بهذا، مأجورين.
الواجب عليك التعوذ بالله من الشيطان الرجيم إذا حضر شيء من هذا، والإقبال على العبادة، وإكثار من ذكر الله –عز وجل-، وأنت تقولي عند الوساوس: آمنت بالله ورسله، أمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أمر النبي الصحابه -رضي الله عنهم- لما سألوه عما يقع لهم من الوساوس العظيمة قال لهم قولوا: (آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، الواجب عليك هكذا أن تقولي: آمنت بالله ورسله، وأن تستمري في أعمالك الطيبة، وأن ........ الوسواس، وتقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وتبني على أن علمك تم، صلاتك صحيحة ووضوئك صحيح ولا تعيدي شيئاً، بل تعملي بظنك بذلك والحمد لله، مع التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومع القول: آمنت بالله ورسوله، آمنت بالله ورسوله، والإعراض عن هذه الوساوس، والتعوذ بالله من الشيطان.