أخونا يسأل أيضاً عن مشروعية علم التجويد والقواعد التي تضمنها هذا العلم ومن بينها أن الغنة تمد بمقدار حركة الإصبع؟
التجويد متلقى عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -, والقراء تلقوه عمن فوقهم, وتلقوه من فوقهم عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -, وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - تلقوه عن نبيهم- عليه الصلاة والسلام- فهي قراءة متوارثة عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم حتى وصلت إلينا, فالمشروع للمؤمن أن يقرأ كما تلقى عن مشايخ القراءة؛ لأن هذا فيه تحسيناً للقراءة, وتجويداً لألفاظ القرآن حتى يؤديها كما نزلت, وما فيه من غنة, أو إظهار, أو إخفاء كل هذا من التحسينات ليس من الواجبات بل هو من التحسين للألفاظ والعناية بالتلاوة على خير وجه, وقد شجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس على الإحسان في القراءة, فقال - صلى الله عليه وسلم -: (ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن), يعني يحسن صوته جاهراً به, وثبت عنه-عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (زينوا القرآن بأصواتكم) يعني حسنوا أصواتكم به حتى يستمده المستمع, وحتى يرتاح له المستمع, وحتى يستفيد منه المستمع, فالتجويد من الأشياء المشروعة لتحسين القراءة, ولتأثيرها في القلوب, وللتلذذ بها, ومن ذلك ما يتعلق بالغنة, ويتعلق بالمدود, ويتعلق بالتفخيم والترقيق إلى غير ذلك. بارك الله فيكم