لي صديقة أحبها جداً وهي مثل أختي، وهي ملتزمة بأمور دينها تؤدي الصلاة، وتصوم شهر رمضان، وتبتعد عن أمور الشر، وتتحلى بالأخلاق السامية إلا أنها رغم إصراري عليها لتلبس الحجاب لم تلبسه حتى الآن، كيف تنصحونني وإياها
الواجب على كل مسلمة العناية بالحجاب؛ لأن الله -جل وعلا- أمر بذلك يقول - سبحانه وتعالى - في كتابه العظيم لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ. فإذا كان أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤمرن بالحجاب وهن خيرة النساء فغيرهن من باب أولى والشيطان على غيرهن أجرى ولهذا قال - سبحانه وتعالى - : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ. وإذا كان الحجاب أطهر لقلوب المؤمنين في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأطهر لقلوب المؤمنات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنهن أزواجه -عليه الصلاة والسلام- فالطهارة لمن بعدهم أشد وأشد، فالحاجة إلى الطهارة في قلوب من بعدهم أشد وأشد؛ لأن أولئك الأخيار أقوى إيماناً وأكمل إيماناً فإذا كان الحجاب أطهر لقلوبهم فهو أطهر لقلوب من بعدهم أيضاً. وكذلك قوله -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ. والجلباب يغطى به البدن كله الرأس والوجه والبدن وهكذا قوله - سبحانه وتعالى - في حق النساء: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ. الآية.. فدل ذلك على أن الزينة يجب أن تغطى وتحجب عن الأجانب وإنما تبدي زينتها لمحارمها كزوجها وأبيه وابنه وأبيها وأخيها وعمها ونحو ذلك. ثم أيضاً أمر آخر وهو أن إظهار الزينة من أسباب الفتنة، فينبغي للمؤمنة أن تبتعد عن أسباب الفتنة.