يدور على ألسنة بعض المسلمين، حديث يرونه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو: من حج ولم يزرني فقد جفاني، ما صحة هذا الحديث، وما علاقة الزيارة بالحج، وما هي آداب الزيارة؟
الحديث هذا موضوع عند أهل العلم كما نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، والحافظ بن عبد الهادي في كتابه (الصارم المنكي في الرد على السبكي)، وهو حديث باطل لا صحة له، وليست الزيارة واجبة للمدينة، ولا للنبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يكون من تركها جافياً، الزيارة للمسجد النبوي مستحبة، إذا شد الرحل إلى المسجد وصلى فيه، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا مستحب، وليس بواجب، ومن ترك هذا لا يسمى جافياً، والزيارة الشرعية أن يشد الرحل إلى المسجد للصلاة فيه، والقراءة ... مما يشرع في المسجد، وإذا زار المدينة سلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسلم على صاحبيه يستحب له ذلك، وسلم على أهل البقيع، وعلى الشهداء بأحد، كل هذا سنة، لكن لا يشد الرحل لأجل ذلك، شد الرحل لأجل الصلاة في المسجد، وهكذا يستحب له أن يزور مسجد قباء ويصلي فيه ركعتين، كما كان النبي يزروه -عليه الصلاة والسلام-، وهذه الزيارة ليس لها تعلق بالحج، بل يستحب لزيارة المسجد مطلقة لحاج، أو غير الحاج، قبل الحج أو بعده، سنة مستقلة، وورد عند بعض الحجاج أن لها صلة بالحج هذا لا أصل له، ولكن بعض الناس يأتي من مكانٍ بعيد لا يتيسر له الزيارة إلا مع الحج، فإذا جاء الحج زار المسجد؛ لأنه أيسر عليه من تجديد سفر جديد من البلاد.