هل هناك شروط للزواج من المرأة الكتابية غير الدين الذي تدين به، وماذا على الشخص الذي ينجب أبناء وبناتاً ولم يوفق في إدخالهم الدين الإسلامي، وبالذات البنات، كيف يتم زواجهن، هل يسمح لهن بالزواج من غير المسلمين إن رغبن في ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فقد أوضح الله سبحانه الشروط المعتبرة في نكاح أهل الكتاب فقال عز وجل : الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ (المائدة:5) الله عز وجل أباح لنا المحصنات من أهل الكتاب إذا دفعنا لهن أجورهن وهي المهور والمحصنة هي الحرة العفيفة فإذا تيسر للمسلم حرة عفيفة من أهل الكتاب واتفق معها على المهر المطلوب والأجر جاز له نكاحها بواسطة وليها، وليس هناك شروط أخرى فيما نعلم؛ إلا أنه ينبغي للمؤمن أن يلتمس المسلمات المحصنات وأن يقدم ذلك على نكاح المحصنات من أهل الكتاب لأسباب كثيرة منها: أن ذلك أسلم لدينه، ومن ذلك أنه أسلم لذريته، ومن ذلك أن أخواته المسلمات أولى بالإعفاف وأولى بالإحسان من الكافرات، فلهذا كان كثير من السلف يكره نكاح المحصنات من أهل الكتاب ومنهم عمر - رضي الله عنه – أمير المؤمنين فنصيحتي لك أيها السائل أن لا تتزوج من أهل الكتاب، وأن تلتمس محصنة مسلمة من أهل دينك؛ لأن ذلك خير لك في دينك ودنياك، وخير لك في العاقبة وخير لذريتك إن شاء الله، لكن لو تزوجت محصنة من أهل الكتاب فأولادها تبع لك مسلمون ذكوراً كانوا أو إناثاً؛ لأن الولد يتبع خير أبويه والمسلم خير من الكافر، فإذا كان الزوج مسلماً والمرأة كتابيه فإن أولاده منها يتبعونه بحكم إسلامه من غير حاجة إلى تجديد الإسلام، وعليك أن تسعى مجتهداً في توجيه الأولاد إلى الخير وإدخالهم المدارس إسلامية حيث أمكن ذلك أو تعليمهم في البيت، المقصود أن عليك أن تجتهد في بعدهم من شر الكفرة ومكائد الكفرة وسوء أهل الكفرة ومدارسهم إلا عند الضرورة فإنهم يدرسون في المدارس الكافرة الدروس التي تنفعهم ويكون لك عناية بهم من جهة الدروس الدينية ولو بواسطة معلم خاص في البيت، وإذا تيسر لهم دروس في المدرسة الكافرة، إذا تيسر لهم دروس إسلامية، وكثير من المدارس يوجد فيها الدراسات الإسلامية وإن كانت في بلاد كافرة والخلاصة أنك تجتهد في التزوج من المسلمات، وإذا قدر أنك تزوجت محصنة من أهل الكتاب فإن أولادك منها تابعون لك ومحكوم بإسلامهم، وعليك بالاجتهاد في تربيتهم التربية الصالحة وتوجيههم إلى الخير والحذر من كل ما يسبب جرهم إلى الكفر بالله واعتناقهم دين أمهم ولا حول ولا قوة إلا بالله. في حالة ما إذا اكتشف أن الأبناء لا زالوا على دين أمهم وأنهم لم يعتنقوا الإسلام رغم محاولته هل يسمح للبنات بأن يتزوجوا من أهل ديانة غير ديانة الإسلام؟ عليه أن يجاهد، عليه أن يجاهد لأن تكون البنت مسلمة تبع له، وهكذا الولد الذكر فيحرص على ذلك وليس لها أن تتبع دين أمها وليس للذكر كذلك أن يتبع دين أمه الواجب عليه أن يتبع دين أبيه وهذا فرض عليه فإذا استمر في متابعته لدين أمه النصرانية هذا محل نظر ينبغي له أن لا يتساهل معهم في ذلك بل يجب أن يلاحظ ... الإسلام وترغيب في الإسلام وبذلهم المستطاع في الإسلام حتى يتزوج بالمسلم ويتزوج الولد بالمسلمة ويبتعد الجميع عن خطر الكفر وشر الكفر ولا حول ولا قوة إلا بالله.