بتـــــاريخ : 1/3/2011 6:41:04 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1130 0


    الشريحة الغنية من السوق، نيش، نيتش – Niche

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    شرح هادي صدري، وأطربني وأسعدني، حين سألني عن معنى كلمة نيش Niche، والتي بدأ يسمعها كثيرا، في محاضرات تحدي الثلاثين يوما، الذي شارك فيه وأخذه بجدية.
    من يقرأ في مقالات تبسيط التسويق لمن يريد بدء نشاطه التجاري الحر، سيجد قاسما مشتركا فيها، وهو أنها تدعو للتركيز على فئة محددة من العملاء المحتملين، وهذه تسميها نيش أو نيتش، فما معنى هذه الكلمة؟
    Niche كلمة ذات أصول فرنسية، من ضمن معانيها الكثيرة في اللغة الإنجليزية: المكان الأمثل للشيء أن يوضع فيه، وتعني كذلك الشخص الأمثل في المكان المناسب له، وأصبحت الآن تعني السوق المتخصص، خاصة في مجال التجارة.
    ما يهمنا في مجالنا هنا بالطبع هو السوق النيش، وهو ببساطة يعبر عن جزئية صغيرة من سوق كبير، ذات حاجة ماسة وواضحة ومركزة، هذه الحاجة لا تلقى الاهتمام الكاف من اللاعبين الكبار في السوق، ما يسمح لصغار الموردين بتلبية هذه الحاجات، مع تحقيق نسبة ربح كبيرة، لقلة المنافسة.
    في الحقيقة، للكلمة تعريفات كثيرة، تضني من يبحث عن تعريف دقيق وقاطع لها، لكني هنا أتناولها من وجهة نظر من يريد بدء نشاطه التجاري الخاص. مرة أخرى أؤكد على أني في هذه المدونة أركز على فئة بعينها من القراء، الفئة التي تريد أن تتحرر من عبودية الوظيفة إلى حرية العمل الخاص، أو المشاريع الصغيرة، التي لا تزيد القوة العاملة فيها عن عشرة أفراد.
    أو دعني أقولها بمثال آخر، دعنا نفترض أنه بمناسبة شهر رمضان، أصبح هناك طلب على تمور محشوة بالشيكولاته، بسبب مسلسل تليفزيوني ناجح، ظهر فيه البطل وهو يطعم البطلة الحسناء تمرا مشابها في فمها، ما جعلها توافق على الزواج به. هذه اللقطة خلقت طلبا مفاجئا لدى الناس.
    هذا الطلب سيبحث عمن يلبيه، شركات التمور تعرف أن هذا الطلب ذا مدى زمني قصير، إذ سرعان ما سينسى الناس هذه اللقطة بعد شهر رمضان. هذه الفجوة تسمح لمن يريد بأن يشتري تمرا عالي الجودة، منزوع البذور، ومعه قطع شيكولاته فاخرة، ثم يكون فريقا يضع قطع الشيكولاته داخل التمر، وفريقا يعلب ويغلف، ثم يبدأ تسويق المنتج مستغلا الطلب المؤقت.
    هذا المثال لا يعبر بالشكل الأمثل عن الفكرة العامة، على أنه يلقي الضوء الكافي.
    لعل من رواد التخصص في التسويق لشريحة النيش، فرانك كيرن Frank Kern، الذي – ضمن أنشطته الكثيرة – حلل إحصائيات مواقع البحث على انترنت، فوجد أن نسبة كبيرة من الناس تبحث عن الطيور، وبالتدقيق أكثر وجد غالبية هذه الشريحة تبحث عن معلومات عن الببغاوات.
    لم يرد فرانك بدء متجر إلكتروني لتجارة هذه الطيور الذكية، بل ذهب تفكيره إلى شيء آخر، إذ تعاقد مع كاتب مجهول أن يؤلف كتابا أسماه: “كيف تعلم ببغائك أن يتكلم خلال 30 يوما”، وصمم موقعا على انترنت مكون من صفحتين لبيع نسخ إلكترونية من الكتاب، الأولى تتحدث عن مناقب الكتاب ومزاياه، والثانية نموذج شراء الكتاب، الذي جعل فرانك سعره 37 دولار، وانطلق يسوق لموقع بيع الكتاب على محركات البحث. لسبب أو لآخر، لن تجد هذا الكتاب يباع اليوم!
    حقق موقع فرانك نجاحا كبيرا، وبدأ آلاف الدولارات تعود عليه ما جعله يكرر الأمر مرات عدة، وبدأ يبيع كتبا أخرى تحدث فيها عن نجاحه وكيف يمكن لأي شخص أن يقلد أسلوبه.
    للأسف، لا يتفق الكثيرون على مدى أمانة فرانك، لكنه يُعتبر من رواد المسوقين على انترنت والذين أسسوا لفكرة التخصص في تلبية طلبات شريحة محددة من السوق، عبر العثور على هذه الرغبات وتحديد الشريحة، ومن ثم مخاطبتها والتركيز عليها، وهو تحول مليونير من وراء ذلك.
    مثال آخر، يعاني أصحاب سيارات الفيراري أن علامة حصان الفيراري الخاصة التي تقف على مقدمة السيارة تتعرض للسرقة والخلع بشكل مزعج، هذه المشكلة دعت كوري روديل Corey Rudyl إلى بدء نشاطه التجاري في بيع علامات بديلة، أرخص من تكلفة شراء علامة جديدة أصلية من شركة فيراري، حيث يشتريها هو من مصنع في إيطاليا ويبيعها في بلده أمريكا، عبر انترنت، ما در عليه مئة ألف دولار في أول سنة، كما يقول هو.
    على أن التخصص في البيع لهذه الشريحة يتطلب أمورا عدة، مثل بناء قاعدة وفية من العملاء، والعمل بسرعة لتنويع مصادر الدخل، دون الاعتماد على شريحة محددة بعينها، وغيرها من الاحتياطات الأخرى، التي تتطلب مقالات أخرى.
    في رأيك الخاص، ما التطبيقات الممكنة لسوق النيش في عالمنا العربي؟

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()